ككل سنة انتصب سوق بيع خروف العيد في البطحاء المعتادة على مستوى سكة الحديد المعطلة مقابل المدينة الجديدة والمعروفة لدى الأهالي ب"رحبة الغنم ". وهو موقع استراتيجي بالنسبة للتجار وكذلك للمستهلك باعتبار أنه غير بعيد عن وسط المدينة ويمكن الوصول إليه بسرعة ودون تعطيلات مرورية، غير أن هذا الموقع وهذا القرب لا يهم المستهلك بقدر ما يهمه أسعار الماشية التي ظلت مرتفعة جدا في ولاية فلاحية. وعرفت بإنتاجها للماشية وتوجد فيها المراعي لتوفير العشب للخرفان مما يجنب الفلاح عناء شراء العلف خاصة أن هذه السنة تعتبر سنة استثنائية من حيث الأمطار، فسعر "العلوش " ارتفع مقارنة بالسنة الفارطة في الوقت الذي كان من المفروض تراجعه نتيجة الظروف المناخية الملائمة لمربي الماشية. حيث وصلت الأسعار إلى 800 دينار وأدناها كان 450 دينارا. وهي أسعار تعتبر باهظة بالنسبة لأهالي جهة فلاحية ترتكز في فلاحتها على تربية الماشية. وهو ما عبر عنه بعض المستهلكين الذين اعتبروا الأمر كارثيا. ففي السنة الفارطة بإمكانك شراء خروف ب250 دينارا غير أن هذه السنة أصبح هذا السعر ضربا من الأحلام. والمعروف على القصرين أنها ولاية فلاحية بامتياز وخاصة في مجال تربية الماشية ورغم ذلك ظلت الأسعار مشطّة. وهذا أرجعه البعض إلى دخول " القشارة " على الخط وحملوهم مسؤولية ارتفاع الأسعار. ولكن في الحقيقة بقيت الأسعار مرتفعة حتى لدى الفلاح والتعلة دوما ارتفاع أسعار العلف ومستلزمات الماشية. وهذه التعلة تبقى قائمة حتى خلال السنوات الممطرة على غرار هذا الموسم مما يجعلها تعلة واهية. ومن جهة أخرى أثار غياب نقطة البيع من المنتج إلى المستهلك رغم إقرارها من قبل وزارة الفلاحة في العديد من الولايات استياء المستهلكين في الجهة وحرمهم من أسعار معقولة ومناسبة.