عاشت بعض أحياء وسط مدينة بنزرت و في ضفتها الجنوبية أول أمس يوما تراجيديا بسبب فيضان الأودية واكتساح السيول الجارفة والمتدفقة منها المنازل والمحال التجارية مكتب بنزرت (الشروق) في منطقة حفر المهر اكثر المناطق تضررا قال الأهالي ان سبب ما حدث يعود إلى أن أحد المقاولين تعمد تضييق مسار الوادي و بناء جدار عازل فوقه وهو ما سعوا إلى لفت أنظار السلط إليه منذ سنوات لكنهم لم يجدوا آذانا صاغية الشروق تنقلت على عين المكان و عاينت الأوضاع و تابعت محاولات السلط هدم الجدار و توسعة مجرى الوادي في الأثناء وقفنا على حجم الكارثة التي حلت بعائلات فقيرة هذا خسر اثاثه و ذاك أتلفت المياه مؤونته و عرسان جدد خسروا كل ما يملكون نفس المشهد تكرر على ضفاف وادي المرج و وادي هراڨة و وادي العسل و وادي بحيرة حنيش كلها عجزت عن استيعاب منسوب المياه ففاضت و بعضها اقتلع الاسفلت على مستوى شارع فرحات حشاد مياه السيول الهادرة هجمت على المدينة من أكثر من مكان وتوقفت عند منطقة باب الرمل بسبب الجدار المدني خطأ على طول حديقة رصيف طارق بن زياد لماذا حدث هذا ؟ سؤال طرحناه على عدد من المهندسين المختصين الكل اجمع أن الادارة و المواطن كلاهما مسؤول عما حدث جراء تعمد المواطن من جهة البناء في أماكن ممنوعة وهشة و عدم تصدي الإدارة له زد على ذلك سلوك بعض المواطنين بل أغلبهم والذي يتمثل في سد مجاري المياه بالفضلات و عدم تعهد الإدارات المعنية لها قبل مواسم الأمطار كما كان يحدث في السبعينات و الثمانينيات كل هذا تسبب في تراكم الأتربة و الفضلات مما يجعل الأودية ومجاري مياه الأمطار تضيق إلى أن انفجرت وأكد اغلب من تحدثنا إليهم أن المشهد سيتكرر مع كل أمطار شبيهة اذا لم يبادر الجميع بأخذ التدابير اللازمة من جهر الأودية و قنوات صرف مياه الأمطار و وقف تسونامي البناء الفوضوي و تغيير السلوك البيئي بالامتناع عن إلقاء فضلات البناء في مناطق سيلان المياه بناء فوضوي مع تقدم الزمن و همجية البعض و استقالة الإدارة وانتشار الفوضى كان المشهد مؤلما هنا و هناك و بين المقاول الذي أغلق مجرى الوادي و الإدارات المتراخية و بين الأهالي الذين بنوا منازلهم دون دراسة المنطقة غرقت بعض أحياء بنزرت ضاع اثاث وغرقت منازل و بقيت صور الاطفال الصغار يسبحون وسط الاوحال.