تضاعف استهلاك التونسيين من المياه المعدنية والمياه المعلبة خلال السنوات الأخيرة، فيما تقلص شرب مياه الحنفية. في وقت يحذر فيه المختصون من مخاطر استهلاك المياه غير المراقبة والتي قد تتسبب في تسممات وأمراض جرثومية. 27 نوعا من المياه المعلّبة إلى غاية 2017 تونس الشروق: جولة في الشارع التونسي كشفت عن تشكيات تتعلق بمياه الحنفية من حيث اللون والطعم، الأمر الذي جعله يلتجئ إلى استهلاك بدائل عن مياه «الصوناد»، وهو ما يفسر تضاعف استهلاك المياه المعلبة. لكن الواضح حسب دراسات متعددة وآخرها للمعهد الوطني للاستهلاك أن معظم التونسيين لا يفرقون بين المياه المعلبة والمياه المعدنية، كما يجهلون المخاطر الصحية التي يمكن أن تنجر عن استهلاك مياه معبأة مجهولة المصدر. أما الأكثر خطورة هذه الايام فتضاعف المخاطر التي يمكن أن تحملها مياه مجهولة المصدر وغير مراقبة، في وقت استنفرت فيه الأجهزة التونسية للوقاية من الأمراض اجرثومية ومن الكوليرا. مستجدات وتوقّ أكد مدير محمد الرابحي مدير إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط ، تطور ارتفاع استهلاك التونسي من المياه المعلبة خلال السنوات الأخيرة. ويطرح هذا الارتفاع إشكاليات تتعلق بوجود انعكاسات سلبية على الصحة بسبب ما قد تحتويه هذه المياه مجهولة المصدر من أخطار بسبب المصدر وطريقة التعليب والحفظ في بلاستيك وحملها تحت الشمس، لكن الخطورة تضاعفت هذه الأيام مع التنبيه إلى إمكانية انتشار جراثيم جديدة مثل الكوليرا. ولاحظ محدثنا أن كمية المحجوزات من المياه المعبأة تتزايد سنة بعد سنة وهي تمثل 5 بالمائة من جملة المحجوزات والمواد التي يتم إتلافها. وأشار إلى أن اجتماعا مستعجلا بين إطارات وزارة الفلاحة ووزارة الصحة أسفر عن اتخاذ جملة من الإجراءات المستعجلة قصد ضمان سلامة مياه الشرب لدى التونسيين خاصة مع ما يمكن أن يتهددها من مخاطر الإصابة بالكوليرا والأمراض الجرثومية. وسيتم التعامل بحزم مع موضوع إتلاف المياه المعلبة غير المراقبة، وحجز وإغلاق محلات تصفية الماء غير المرخصة والبيع العشوائي لهذه المياه، قصد الوقاية من الأمراض الجرثومية والكوليرا. كما تم ضبط خطط جهوية للتوقي من الأمراض المنقولة عبر المياه في مستوى الولايات، وتمت دعوة الولاة لإصدار قرار للتصدي لوحدات التحلية المنتصبة بصفة عشوائية والاتجار بالمياه. و دعوة البلديات والمجالس الجهوية لتكثيف حملات النظافة على مستوى كل المناطق، إثر جلسة بين ممثلين عن وزارتي الفلاحة والصحة وإدارات أخرى. بين الحنفية والمعلب قد يكون الحاجز «البسيكولوجي» هو وراء نفور التونسي من ماء الحنفية حسب الدكتور الرابحي، حيث قد لا يستسيغ التونسي اللون أو الطعم، مؤكدا في الوقت نفسه سلامة مياه الحنفيات ومراقبتها بشكل مكثف. وحول أسباب تغير مطعم الماء، وشكوى التونسي من «الكلكار» قال إن المياه في تونس مقسمة إلى ثلاثة أنواع بين شمال وجنوب ووسط وكل مياه لها خصوصية فقد يكون الكلسيوم أكثر في مياه الجنوب التي تعتمد على مصادر المياه الجوفية وهو ما يعكس مطعمها. فيما تعتمد حنفيات الشمال على المياه السطحية. ورغم اختلاف نوعية المياه في الحنفيات فالتسعيرة واحدة. وهو ما قد يتيح فرصة التفكير في تغيير تعريفة الماء حسب النوعية. في المقابل يلتجئ المواطن الذي له مقدرة شرائية أفضل إلى المياه المعدنية والمياه المعلبة. وهنا حذر من عدم اعتبار المياه المعلبة مياه معدنية فالمياه المعروضة في المساحات التجارية المراقبة هي مياه سليمة لكنها ليست بالضرورة مياه معدنية فمنها مياه الطاولة والمياه المصفاة. كما حذر من أنواع من المياه المصفاة والتي لا توفر الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية للجسم. وأشار إلى انتشار وحدات تصفية المياه التي تستعمل طرق معالجة تجعل من الماء الذي من المفروض أن يوفر 80 بالمائة من حاجيات الجسم خاليا من الفوائد. ويرتفع الخطر في بيع المياه المعلبة غير المراقبة والتي قد تحتوي على مواد سامة ومعادن ثقيلة، إضافة إلى بيعها في مواد بلاستيكية قد تتعرض للشمس وتتسرب للمياه مما يحولها إلى مواد مسممة للجسم بطريقة بطيئة. وينصح الدكتور الرابحي باستهلاك مياه الحنفية أفضل من استهلاك مياه معلبة مجهولة المصدر فمياه الصوناد سليمة ومراقبة. حسب دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك - 43 بالمائة نسبة ارتفاع استهلاك التونسي للمياه المعدنية - 12 هي مرتبة تونس في استهلاك المياه المعدنية و تعتبر من البلدان الأكثر استهلاكا للمياه المعلبة. - 7% نسبة ارتفاع الفرد التونسي كل سنة من المياه المعدنية - 170 لترا من الماء المعلب نسبة استهلاك التونسي السنوية من الماء المعدني مقابل 29 لترا سنة 2000 المياه لا تتشابه حسب المعهد الوطني للاستهلاك الماء المعروض للبيع ليس كله معدنيا وعلى المستهلك التفريق بين 4 أنواع من المياه على الأقل،: - الماء المعدني الطبيعي ويتميز بخاصياته الواضحة والمستقرة من الأملاح المعدنية والمواد الضرورية - ماء المنبع هو ماء سليم مكروبيولوجيا ومحمي من الأخطار لا يحتاج المعالجة لكنه يختلف من حيث قيمة الأملاح المعدنية