في ظل ارتفاع نسبة الجريمة وانحراف الاطفال دعا مجموعة من الخبراء الى ارساء الثقافة الامنية واعداد استراتيجية وطنية للغرض . تونس (الشروق) ويتنزل برنامج الثقافة الامنية في اطار سعي جمعية افاق للامن الداخلي والديوانة الى معاضدة جهود كل الاطراف الفاعلة في المجتمع والمتدخلة في شؤون الناشئة وعلى راسها وزارة التربية الشريك الاساسي في هذا المشروع لاكساب الناشئة مناعة ذاتية من كافة اشكال الجنوح الفكري وانواع الجريمة وتوعيتها وتوجيهها وترشيدها. ومن اهداف البرنامج ايجاد جيل من الناشئة يشارك قوات الامن في منع الجريمة ( الامن مسؤولية الجميع) وتدريب التلاميذ على التمسك بالنظام في مختلف نواحي حياتهم ودراستهم وغرس مبادئ الانضباط السلوكي في التلاميذ وتدريبهم على الالتزام تجاه الاخرين وخفض معدلات الانحراف السلوكي وزيادة معدلات التفوق الدراسي. ومن هذا المنطلق نظمت الجمعية يوما اعلاميا حول الثقافة الامنية في تونس : نحو استراتيجية وطنية». التبليغ ليس وشاية قال الدكتور رضوان المصمودي رئيس مركز دراسة الاسلام والديمقراطية في مداخلته الثقافة الامنية محاولة للتعريف والتوصيف ان دور التبليغ عن الجريمة لتطبيق القانون هو دور المواطن ولايجب ان ننظر له كما في العهد السابق بان التبليغ هو وشاية بل بالعكس هو دفاع عن علوية القانون . واشار الى ان ارساء الثقافة الامنية لاتكون في سنة او سنتين بل تتطلب سنوات كما ان ثقافة تبسيط القوانين ضرورية لانه لدينا ترسانة منها والمواطن يجهلها ولايعرف كيف صدرت ولا كيفية تطبيقها. واضاف انه لابد من ارساء ثقافة المساواة امام القانون بمعنى ان لا افضلية لشخص على اخر حتى يشعر المواطن بقيمة القانون ويصبح حريصا على تطبيقه. وخلص الى القول بان ارساء الثقافة الامنية الجديدة يساهم في بناء شراكة حقيقية بين المواطنين ورجال الامن واعتبارهم حلفاء وحماة لهم . وتحدث الدكتور عادل الهنتاتي خبير في التنمية المستدامة عن حقوق الطفل والثقافة الامنية مؤيدا ماقاله الدكتور رضوان المصمودي في مايتعلق بان الامن هو تحد كبير تعيشه المجتمعات وبانه دون امن لاتوجد تنمية. واضاف ان غرس ثقافة الامن لدى الاطفال ضرورية لانها تمكنه من الذود عن مكتسبات كبيرة لايستطيع المجتمع العيش بدونها كما يستطيع الذود عن الامن البيئي والامن التربوي لاسيما وان 22 الف طفل تونسي يقعون سنويا في السلوكات المحفوفة بالمخاطر كاستهلاك الزطلة والمخدرات وغيرها... استبطان وذكر الدكتور عماد الرقيق في نفس السياق في مداخلته حول الخصائص النفسية للاطفال والمراهقين :عوامل بناء الثقة بان الطفل يجب ان يستبطن الثقافة الامنية وتصبح القوانين بمثابة الانا الاعلى الذي لايستطيع العيش بدونه . ودعا الدكتور سليمان بن يوسف في مداخلته حول الحوكمة المحلية وتعزيز الثقافة الامنية الى ضرورة العمل على اعداد مقاربة تشاركية بين جميع الاطراف الفاعلة مؤكدا على اهمية دور الجمعيات والاعلام في ارساء الثقافة الامنية.