الدكتور هشام الشريف اخصائي في الصحة الجنسية وعضو الجمعية العالمية للصحة الجنسية يستقبل في مكتبه بباردو حالات الاغتصاب لمساعدتها على الخروج من الازمة النفسية الحادة التي تمر بها والمساعدة على تجاوز تأثيراتها الحينية واللاحقة «الشروق» طرحت عليه الاسئلة التالية: ما هي اهم اسباب جرائم الاغتصاب في تونس ؟ اولا الكبت يولد الانفجار كما يقول المثل وبالتالي يدفع الانسان الى ممارسة مثل هذه الجرائم ، خاصة وان آليات استفزاز الرغبة الجنسية اصبحت موجودة في الانترنات من فيديوهات ومواقع اباحية وهؤلاء النَّاس هم مرضى بالشذوذ الجنسي ،و مايسمى «البيدوفيليا» التي ترتكز على ممارسة الجنس على الطفل من ثلاثة سنوات الى ثلاث عشرة سنة ،كما يعاني مجتمعنا من الانفلات في كل المجالات وهناك تراجع لهيبة القانون كما حدثت في تونس ثورة جنسية اعلنها بن علي في 13 جانفي 2011 عندما فتح الانترنات وانطلق الجميع نحو البحث عن المواقع الاباحية في ظل تجريم العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج حتى اضحى المجتمع التونسي من الأوائل في المجال وفقا لقوقل ، فاتخذ الجنس منحى سلبيا. لماذا الاقدام على اغتصاب طفلة الثلاث سنوات وعجوز في الثمانين حسب رايك ؟ لان الأنثى التونسية من سن 14 حتى تصبح شابة باتت واعية باهمية الدفاع عن نفسها من الاعتداءات الجنسية وتحسن جيدا ردة الفعل المناسبة حتى ان اغلب الحالات في مثل هذه السن تنتهي عند هروب الجاني وتصل الى تبادل العنف حد القتل خلافا للطفلة الصغيرة التي لا تفهم معنى الاعتداء الجنسي ويسهل استدراجها بقطعة حلوى او شكلاطة والعجوز التي ليست لها القدرة على المقاومة بسبب ضعف بنيتها الجسدية ومن الاسباب الاساسية ايضا ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات وترويجها ، وانتشار الامراض النفسية وتعاطى الكحول ، واعتماد بن علي في وقت من الأوقات على الاعتداء الجنسي كوسيلة تعذيب خلف مشاريع جناة جدد وهم غادروا السجون في 2011 و المعتدي على طفلة قفصة متمتع بالعفو التشريعي العام . ما هي آليات الردع الملائمة للحد من هذه الظاهرة ؟ اعتقد ان السجن وحده لايكفي لردع المعتدين ولا عقوبة الإعدام ممكنة في ظل مصادقة تونس على معاهدات دولية ومواثيق لاحترام حقوق الانسان ولا اعتقد كذلك ان الاخصاء الطبيعي الذي أقرته المغرب ممكنا لانه قد يجعل الحالات قنابل موقوتة في مجتمعنا ومشاريع لمجرمين اكثر بشاعة ولكن يمكن ان يكون الاخصاء البيولوجي هو افضل الحلول وهو عبارة عن اجبار المعتدي على تناول دواء لمدة ثلاثة اشهر مع المتابعة اللصيقة من قبل اخصائي في الجنس والنفس بعد خروجه من السجن الى غاية التأكد من شفائه كليا والطريقة معتمدة في كندا وامريكا . هل طورنا اليات الاحاطة بضحايا الاغتصاب في تونس ؟ للاسف في تونس هناك نقص كبير في الاحاطة ويجب ان تأخذ الدولة المسألة على عاتقها وتفتح مراكز وطنية ومراكز جهوية للتأهيل تتوفر على مختصين في علم الاجتماع والجنس والنفس .