انتفض الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس، لتَأكيد حقهم التاريخي في العودة إلى ديارهم التي سلبها جيش الاحتلال الصهيوني، ورفضاً لمساعي ترومب بإنهاء قضية اللاجئين. القدسالمحتلة: (الشروق) – من مراسلنا بهاء العبد الله جمعة أمس، حملت عنوان «عائدون رغم أنفك يا ترومب»، للتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة رغم قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل «أونروا» بشكل كامل. وفي التفاصيل، وفي جبل الريسان غرب رام الله والخان الأحمر بالقدس، اشتبك الفلسطينيون مع قوات الاحتلال عقب صلاة جمعة، أمس، ومنعوهم من هدم قرية الخان الأحمر، وظهر شبان ملثمون من رام الله كتب على لثمتهم «كلنا غزة». ورفع المشاركون أمس في مسيرات العودة مجسما كرتونيا للرئيس الأمريكي ترومب، وانهالوا عليه ضربا بالأحذية ثم أحرقوه، فيما حرق شبان آخرون العلم الصهيوني. وتمكن شبان غاضبون من قص السياج الأمني الفاصل في منطقة ملكة شرق غزة، وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تمكن ثوار من حرق برج احتلالي بكوشوك مشتعل. وفي البريج وسط قطاع غزة دخل مئات الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة بعد أن قص الثائرون السياح الفاصل في تلك المنطقة. وأصيب، المئات من المواطنين الفلسطينيين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز، في الجمعة 24 من مسيرات العودة، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات الجماهيرية السلمية التي خرجت في عدة مدن فلسطينية، تنديدا لتقويض تمويل «أنروا»، بالإضافة إلى الدفاع عن قرى فلسطينية تحاول سلطات الاحتلال طرد أهلها منها. وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: «استشهد شابان وأصيب240 متظاهرًا بجراح مختلفة من بينهم حالتان وصفتا بالحرجتين لمسعفة وطفل، خلال اعتداء قوات الاحتلال بالرصاص المتفجر والحي وقنابل الغاز السامة والمسيلة للدموع على آلاف المشاركين في فعاليات جمعة أمس، من مسيرة العودة شرق قطاع غزة. وأضاف القدرة في تصريح صحفي ل»الشروق»، أنه حُوِّلت 82 إصابة للمستشفيات والمراكز الطبية في محافظات قطاع غزة، مشيرًا إلى إصابة المسعف نبيل أبو صقر بالقدم شرق جباليا بحالة حرجة وكذلك طفل يبلغ 10 سنوات. وتابع القدرة أنه «سُجِّلت 3 انتهاكات ضد الطواقم الطبية والصحفية أدت إلى إصابة 3 مسعفين وصحفي بالرصاص، وتضرر سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني شمال قطاع غزة. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أعلنت استشهاد شاب امس الجمعة، متأثرا بإصابته قبل أسابيع برصاص الاحتلال خلال مشاركته في مسيرات العودة. ويخرج الفلسطينيون في قطاع غزة منذ الثلاثين من مارس الماضي تجاه السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار. وبلغ إجمالي عدد شهداء المسيرات العودة 172 شهيدًا، ونحو 19139 إصابة مختلقة منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة ب30 مارس الماضي وأكد عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار محمود خلف، أن مسيرات العودة، جاءت كجزء من مهمتها «الرد على القرار الأمريكي بتقويض حق العودة، بالضغط مالياً على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» الأمر الذي سيؤدي لشطب قضية اللاجئين». وشدد أن «أونروا»، أنشئت وفقاً للقرار الأممي «302» عام 1949، وبالتالي قرارات الإدارة الأمريكية تجاهها مخالفة لكل الشرائع والقوانين الدولية، التي أقرت وجودها». وقال: «لن تنجح الإدارة الأمريكية في شطب «أونروا» ولن تقوض دورها؛ لكن في ذات الوقت مطلوب حركة سياسية ودبلوماسية لكل الدول العربية والصديقة للإبقاء على تقديم خدماتها للاجئين». وأضاف «لهذا تحاول الإدارة الأمريكية توظيف الأمر سياسياً، بالانحياز الكامل والتام للاحتلال».