أكدت المخابرات الروسية حيازتها لمعلومات دقيقة بشأن كذبة ضربة بالكيمياوي يزعم الإرهابيون أن الجيش السوري سينفذها ضدهم في إدلب. تقول المعلومات إن كميات من الأسلحة الكيمياوية نقلت الى المواقع التي «ستنفذ» فيها الضربة المزعومة وعددها ثلاثة، كما تمّ تجهيز فرق «الخوذ البيضاء» التي عادة ما يوكل لها دور فرق الإنقاذ وفق السيناريوهات التي نفذت في السابق والتي شكلت ذرائع لعدوان أمريكي غربي ضد مواقع للجيش العربي السوري. بالتوازي مع كشف هذه المعلومات سارعت الإدارة الأمريكية الى التأكيد بأنها جهّزت خططها للردّ على الضربة السورية المزعومة بالأسلحة الكيمياوية وهو ما يشي بأن الإدارة الأمريكية مصمّمة على منع سوريا من استكمال كنس الإرهابيين من ترابها بالتعاون مع حلفائها وخاصة منهم الروس الذين باشروا بعد تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع للجماعات الإرهابية على تخوم محافظة إدلب. وبالمحصلة فإن السلطات السورية تدخل في حرب إرادات لا هوادة فيها ضد الإدارة الأمريكية التي تريد من خلال منع هجوم سوري نهائي على الإرهابيين في إدلب الإبقاء على ورقة ضغط مهمة في مفاوضات الحل النهائي وكذلك الإبقاء على رأس جسر يدعم موقف حلفائها الأكراد شرق الفرات ويرسخ دعائم منطقة الحكم الذاتي التي يخططون لها والتي يفترض أن تمتد لتشمل الرقّة وأجزاء من ريف دير الزور. والواقع أن هذه المخططات الأمريكية تؤشر الى نوعية الحل الذي تريد واشنطن تمريره في سوريا. وهو حل يقوم على تقسيم سوريا الى مناطق للحكم الذاتي تضمن لها وضع حجر الأساس للمؤامرة الكبرى الهادفة الى تقسيم سوريا الى كيانات عرقية وطائفية ومذهبية تنهي مفهوم الدولة المركزية وتضعف سوريا الدولة والدور بما يطلق أيدي الكيان الصهيوني في المنطقة ويمكن من الالتفاف على الدور الإيراني والاستفراد بالتالي بحزب اللّه في لبنان، وبذلك تتهيّأ الأرضية ل «الحل النهائي» وفق الرؤية الصهيونية القائمة على تصفية الدور السوري الرافض للاستسلام والداعم للمقاومة وكذلك الدور الإيراني الذي مكّن طهران من التمدّد عبر العراقوسوريا الى الجنوب اللبناني... حيث بات حزب الله يشكل أكبر تهديد ليس لهيمنة الصهاينة ولغطرستهم فحسب بل ولوجودهم كذلك ودروس حرب 2006 التي مني فيها الصهاينة بأكبر هزيمة على أيدي رجال حزب الله خير دليل على حجم الكابوس الذي يشكّله الحزب وحلفاؤه السوريون والإيرانيون للصهاينة... لذلك، فإنّ إدلب ستكون أحد العناوين الكبرى لحرب الإرادات بين حلف المقاومة وحلف العدوان... كما أنها ستكون المحدد في رسم مستقبل سوريا ومستقبل الشرق الأوسط برمته. والأكيد أن سوريا قيادة وجيشا وشعبا وحلفاؤلها وبعد كل التضحيات التي قدموها سوف لن يتراجعوا وسوف يمضون نحو تحرير إدلب وتطهيرها من الإرهاب كخطوة أولى نحو استكمال تطهير الأراضي السورية من التواجد الأجنبي الأمريكي والتركي وبسط السيادة السورية على كامل الجغرافيا السورية... ومهمات في هذا الحجم لن تتوقف بفعل تهديدات جوفاء وأكاذيب مفضوحة ولو كانت في حجم كذبة ضربة سورية بالكيماوي يعرف كل العالم أنها مفبركة بالكامل وأنها من صنع إدارة لا تتردّد في توظيف الحيل والأكاذيب لتنفيذ مخططاتها... وغزو العراق مازال ماثلا أمامنا جميعا.