الجزائر (الشروق) من مراسلنا الطاهر إبراهيم انهارت علاقة الجزائروالعراق بشكل مفاجئ، سهرة الأحد، لمجرد هتافات جماهير كروية باسم حياة الرئيس الراحل صدام حسين، خلال مباراة جمعت فريقي اتحاد الجزائر مع «القوة الجوية» العراقية، وتسبب ذلك في انسحاب الفريق الضيف قبل نهاية المقابلة المثيرة. استرجعت ذاكرة جماهير عربية حادثة أم درمان الشهيرة بين منتخبي الجزائر ومصر في العام 2009، وبدا لمحللين أن التاريخ على وشك إعادة نفسه، حين تعالت هتافات مناصري فريق اتحاد الجزائر بشعار علم العراق زمن الرئيس السابق «الله أكبر»، ثم الهتاف بحياة صدام حسين. وفهمت البعثة العراقية أن ذلك إساءة لها وللعلاقات بين البلدين، فقررت سحب لاعبيها قبل نهاية المباراة، وفي ردة فعل وصفت محليا بالغريبة، أعلن مسؤولو فريق القوة الجوية العراقي، أنهم "محاصرون" في ملعب بالجزائر، عقب انسحابهم من مباراة اتحاد العاصمة في البطولة العربية، وخسر القوة الجوية على ملعبه بهدف لصفر في مباراة الذهاب الشهر الماضي، قبل خوض الإياب، في الجزائر العاصمة. ووفقًا لشهود عيان قام عدد من جماهير اتحاد العاصمة بالهتاف «الله أكبر صدام حسين» في الشوط الثاني، وبالتحديد في الدقيقة 70، ما دفع فريق القوة الجوية لمغادرة الملعب. وكانت النتيجة تشير إلى تأخر الفريق العراقي . وتوجه السفير العراقيبالجزائر لغرف تغيير ملابس الفريق لإقناعهم بالعودة للملعب وإكمال المباراة، لكن دون جدوى. وفي وقت لاحق، استدعت الخارجية العراقية في وقت متأخر من ليل الأحد، السفير الجزائري في بغداد، عبدالقادر بن شاعة، على خلفية هتافات وصفتها بغداد بأنها «طائفية وتمجد صدام حسين». وقالت وزارة الخارجية في بيان إنها "تستنكر سلوك بعض المغرضين من المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية خلال مباراة نادي القوة الجوية العراقي المشارك في البطولة العربية، والتي أساءت بدورها إلى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين». وطالب المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب في البيان، أمس الاثنين، "الحكومة الجزائرية بتحديد الجهات ذات العلاقة عن هذا التصرف». وأشار محجوب إلى أنه «جرى استدعاء سفير الجزائر لدى بغداد، لإيصال رسالة إلى حكومته، برفض واستياء العراق حكومة وشعبًا لذلك التصرف». وأعربت عن «رفض واستياء العراق حكومة وشعبا، وتذكّره بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز في تلميع الوجه القبيح للنظام الدكتاتوري الصدامي البائد».