أكثر من 2000 طبيب يستعدون الان للهجرة من تونس في اكبر عملية هجرة تستهدف الصحة العمومية... قبلهم هاجر أطباء اخرون ومهندسون وفنيون وجامعيون دون ان يحرك ذلك ساكنا لدى المسؤولين والحكومة... قطاع الصحة العمومية في تونس يعيش الان حالة من الانهيار لم يشهد لها مثيل في تاريخ دولة الاستقلال، مستشفيات بلا دواء وبلا أطباء وبلا ممرضين، قاعات عمليات مغلقة وغير مجهزة، أجهزة تصوير طبي معطلة منذ عشرات الأشهر، أطباء يستغيثون ويطالبون الوزارة بالتدخل لإنقاذ ما يمكن انقاذه... عار على الحكومة وعلى وزير الصحة ما يحدث اليوم في مستشفياتنا، آلاف المرضى ينتظرون اجراء العمليات الجراحية والآلاف ينتظرون اصلاح آلات التصوير الطبي... مستشفياتنا اليوم تعيش انهيارا بلغ حد مطالبة الأطباء باغلاق بعضها مثلما حدث في ولاية سيدي بوزيد، الامر الان يتطلب التدخل العاجل في الوقت الذي ينهار فيه كل شيء... بعد سنوات ستضطر الدولة الى إغلاق المستشفيات بسبب غياب الأطباء وعدم انتداب الممرضين والعملة وإصرار الحكومة على عدم تعويض المتقاعدين، كل المستشفيات تحولت الى ما يشبه الخراب... لا دواء ولا أطباء ولا جراحين فقط بناءات قديمة ومتداعيه مفتوحة وعاجزة عن تخفيف الام المرضى... كل ما يقال ونسمعه عن اصلاح المستشفيات وقطاع الصحة العمومية بعيد عن الصدق وعن الواقع الذي نعيشه... أصبحت الدولة عاجزة عن علاج مواطنيها وعاجزة عن توفير الدواء في الصيدليات الخاصة وأصبح الحصول على سرير في مستشفى عمومي يحتاج الى تدخلات يعجز عنها فقراء الشعب والمحتاجون... المسؤولون في وزارة الصحة يتحملون مسؤولية الانهيار الذي يعيشه قطاع الصحة العمومية، الجميع يخفون الحقيقة والجميع عاجزون عن تقديم الحلول وانقاذ الموقف... على الحكومة ان تدرك ان الصحة العمومية أصبحت اليوم في خطر وان آلاف المواطنين صاروا عاجزين عن العلاج وان المستشفيات لم تعد صالحة لاستقبال المرضى وان آلاف الأطباء يستعدون للهجرة ومغادرة تونس... عار ان يتواصل ويستمر هذا الخراب في حين يكتفي الجميع بالفرجة...