تونس (الشروق) - وصف وليد العميري رئيس بلدية تاكلسة الوضع بالجهة بالكارثي والمأساوي. وأرجع كل ما حصل إثر الفيضانات الأخيرة الى التهميش الذي عانت منه أكبر معتمديات ولاية نابل على مر العقود . فعلى اتساع رقعتها الجغرافية وطابعها الفلاحي فإن تربتها الخصبة لم تستطع استيعاب تلك الكميات الهائلة من الامطارالتي تسببت في فيضانات أتت على كل قرى تاكلسة ال17. وليد العميري رئيس بلدية تاكلسة أطلق صيحة فزع. ووجه انتقادات الى الحكومة الحاضرة الغائبة. وقال إن زيارة رئيس الحكومة الى المنطقة لم تتبعها أية إجراءات فورية لمساعدة المواطنين الذين تضرروا جراء الفيضانات ، في الوقت الذي كانت فيه كل المعتمدية تستغيث قائلا إن كل مظاهر الحياة اختفت فجأة. وتحول المشهد الى مايشبه الخراب، من مساكن غمرتها المياه وانهيار الجسور والطرقات وإتلاف مساحات زراعية شاسعة. ووصف العميري ما تعرضت له قرية النزاهة ببدار بالكارثي والمأساوي نتيجة عديد الإخلالات في البنى التحتية بالإضافة الى انهيار سور خارجي لضيعة فلاحية زاد في تأزم الوضع مما تسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه غمرت المنازل. وتسببت في خسائر فادحة طالت حوالي 70 بالمائة من سكان القرية الأكثر كثافة سكانية في المعتمدية . ومن ألطاف الله أن الحادثة وقعت في وضح النهار والا لكانت الخسائر كبيرة في العتاد والأرواح لو حصل ذلك ليلا . كما تسببت الفيضانات في انهيار عدد من الجسور وإتلاف الطرقات والمسالك الفلاحية التي جرفتها السيول في حيز زمني قصير الى جانب تضرر المؤسسات التربوية والمنشآت الأخرى. صمت الأطراف المسؤولة ونوه وليد العميري بالدور الكبير الذي قامت به الحماية المدنية والفرق الأمنية لنجدة المواطنين ومساعدتهم في الوقت الذي صمتت فيه أصوات بعض الأطراف المسؤولة. ولم تحرك ساكنا في ظروف كانت هي الأسوأ في تاريخ الجهة . وأضاف أن الأمطار الأخيرة كانت قد تسببت في تسجيل هلاك 3 أشخاص آخرهم تم العثور على جثته فجر الاثنين بالقرب من سد وادي العبيد بعد أن تجندت فرق الحماية في البحث على امتداد 3 أيام . كما نوه رئيس البلدية بدور الشركاء الاجتماعيين والهلال الأحمر التونسي ومكونات المجتمع المدني على مساندتهم أبناء الجهة والعمل على تقديم المساعدة من أجل إعادة الحياة الى طبيعتها في كامل أنحاء المعتمدية. عزلة لأكثر من نصف قرن من جهة أخرى شدد العميري على ضرورة إعلاء صوت تاكلسة الذي ظل مغمورا عقودا من الزمن ، موضحا في ذات السياق أن العزلة التي تعيشها معتمدية تاكلسة اليوم وعلى الرغم من ثرواتها لم تكن وليدة الكارثة الطبيعية التي عاشتها مؤخرا . إنما هي نتاج سياسات التهميش والاقصاء التي ضربت عليها على امتداد عمر دولة الاستقلال. فأغرقتها في عديد المشاكل. وظلت تفتقر الى أبسط المرافق الأساسية وحرمان أبنائها من أبسط مقومات العيش الكريم بسبب غياب كل مظاهر التنمية. فالمنطقة على سبيل الذكر لا الحصر تفتقر الى مثال تهيئة عمرانية وانعدام الربط بشبكات التطهير وغياب الخدمات لمختلف أنواعها. كما أن البلدية تعاني من نقص في المعدات، فحتى آلة «التراكس» الوحيدة التي تملكها البلدية معطبة بالإضافة الى عديد التجهيزات.. وختم رئيس البلدية قائلا إن تاكلسة لابد أن تأخذ حقها في تنمية عادية. ونحن كسلطة محلية لا نمثل الا أبناء جهتنا وكل من انتخبنا.وعلى هذا الأساس سنعمل على خدمة الجهة و المطالبة بكل ما تستحقه. فصوت تاكلسة لابد أن يسمع ويترجم الى أفعال. ودعا العميري أهالي الجهة الى الالتفاف حول القضايا المصيرية التي تخدم مصالح الجهة والابتعاد عن التجاذبات السياسية.