تونس الشروق: اكد عدد من قيادات حركة نداء تونس مؤخرا وجود تهديدات لنواب حزبهم من اجل الاستقالة منه والالتحاق بالكتلة الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. مثلت التصريحات الاخيرة لكل من الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس انس الحطاب وعضو الهيأة السياسية المكلف بالخارج محمد عبد الرؤوف الخماسي نقطة استفهام كبيرة حول مسار الانتقال الديمقراطي ككل في تونس حيث انهم اتهموا الحكومة بممارسة ضغوطات على نواب في مجلس نواب الشعب. وأكدت انس الحطاب الناطقة باسم حركة نداء تونس ان حزبها لديه إثباتات على ضغوطات مورست وتمارس على نواب حركة نداء تونس في البرلمان من اجل دفعهم الى الاستقالة من الحزب وأوضحت ان تلك الممارسات تصدر عن حاشية رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وبالرغم من خطورة تلك الاتهامات الا ان أنس الحطاب أكدت وجودها وأكدت وجود إثباتات حولها وتهدف الى مزيد إضعاف الحزب وإنهاء كتلته النيابية لتعزيز الحزام النيابي الداعم لبقاء رئيس الحكومة، وبالرغم من ذلك الا ان نداء تونس لم يقم بأي خطوة للدفاع عن نوابه واكتفى بالحديث عن تلك التجاوزات. ومن جهته أكد عضو الهيأة السياسية في حركة نداء تونس المكلف بالتونسيين في الخارج وجود ضغوطات على نواب الحزب من اجل دفعهم الى الاستقالة وقال مخاطبا يوسف الشاهد في بيان له « وبعد الضغوطات التي قمت بتسليطها صحبة المحيطين بك على نواب كتلة حركة نداء تونس فإنني وكعضو الهيأة السياسية لحركة نداء تونس اطلب منك إعفاء كلّ وزراء و كتاب الدولة التابعين لحركة نداء تونس من الحكومة». ودعا الخماسي رئيس الحكومة الى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للحزب مؤكدا ان نداء تونس ملتزم بما أعلن عنه رئيس الجمهورية من انهاء لمرحلة التوافق مع حركة النهضة وانهم لم يعودوا معنيين بالتحوير الوزاري الذي سيجريه الشاهد. ربما لم نفهم بعد في تونس طبيعة تلك الاتهامات او الخطر الذي تمثله بالرغم من انها ليست المرة الاولى التي توجه الى رئيس الحكومة ووجهت حتى الى المدير التنفيذي لحركة نداء تونس سابقا، والسؤال الذي يجب ان نجيب عنه اليوم هو، ما معنى ان تمارس ضغوطات على نائب ليستقيل من حزبه او ليصوت في البرلمان؟ لقد اعتبرت تلك الممارسات اكبر خطر يهدد الانتقال الديمقراطي في تونس لكن بالرغم من ذلك تتعامل معها الساحة السياسية منذ أشهر وكأنها أمر طبيعي وجائز في العمل السياسي حتى انها لم تقتصر على نواب حركة نداء تونس وسياسييها وانما طالت حتى قيادات في حركة النهضة من بينهم لطفي زيتون، فهل ان الانتقال الديمقراطي في مأمن من الحكومة التي تضغط على النواب وتهددهم مثلما اكدت ذلك قيادات نداء تونس؟ وهل ان الانتقال الديمقراطي في تونس يمكن ان يتواصل بنجاح في ظل تلك المخاطر والممارسات؟ هي أسئلة كان على البرلمان ان يجيب عنها.