يا اللّه. كلمة «الشعب» في معجم لسان العرب لابن منظور تعني الجمع والتفريق والإصلاح في نفس الوقت. إذن نحن «شعب» بحق بما في الكلمة من بعد ومعنى لاختلاط الجمع بالتفريق والإصلاح بالفساد على هذا التناقض الصارخ. ألم نكن شتاتا «Indigènes» في قاموس «العكري بكري» بدوا رحّلا وقبائل وعروشا متناحرة وشتاتا ينخرنا الجوع والأوبئة والقمل والبراغيث والبايات والمعمّر والجهل والغباء. وتجمّعنا على الخير والمعرفة ودفعنا من أجل ذلك النفس والنفيس وأصلحنا ما بأنفسنا عبر سنوات طوال من الكد والجد والانضباط ألم نفرق جمعنا ومازلنا نسعى الى تشتيته من حيث لا ندري وندري وأفسدنا إصلاحنا بين عشية وضحاها الى أن أصبحنا «شعبا» تشعّبت شعابه شعبوية وتفريقا باسم الوحدة وفسادا باسم الإصلاح. ألم نركب هذا وذاك في قافلة الرجوع الى عهود الجهالة والتدني والسقوط المدوي في الهاوية السحيقة... ألم يرحب الجرب والتهاب الكبد والقمل بأبنائنا في بقايا خراب جلّ المدارس التي تبشرنا بظلمة دائمة ألم يتدنّ تعليمنا وتربيتنا وأخلاقنا وأذواقنا وسمعنا ونظرتنا ألم نر النجوم في «القايلة» تبشرنا بالسنوات العجاف الطوال التي من باكوراتها أن أصبحنا حطبا لأفران «البيتزا» للمافيا التي فرّقتنا بعد جمعنا وأفسدتنا بعد استصلاحنا وصلاحنا. عودوا الى كلمة شعب في لسان العرب ستعرفون معنى الحكم ل«الشعب» في ديمقراطية المافيا عبر صناديق الموت بالتقسيط الأبدي.