ونحن نقترب من إحياء ذكرى عيد الجلاء المجيدة فإننا نستحضر تلك الملحمة الخالدة والدماء الطاهرة الزكية التي بذلها مناضلون ومناضلات في سبيل دحر المحتل وإعلاء الراية الوطنية، راية تونس المستقلة... وهي ذكرى تدعو الجميع الى استحضار دور المناضلين في ملحمة النضال الوطني ودور هم في بناء الدولة الوطنية المستقلة بقيادة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة... وهي أيضا مناسبة للانكباب على واقع هؤلاء وعلى حالة التناسي والتهميش التي يعانونها والظروف الصعبة التي وجدوا أنفسهم يتخبطون فيها رغم ما قدّموه من تضحيات في سبيل الوطن، وهذا الواقع وهذه الظروف تدعوكم يا سيادة الرئيس وأنتم أدرى الناس بتفاصيل ملحمة النضال الوطني الى الانكباب على هذا الملف وأيضا رجال ونساء أعطوا لتونس ولا يصح أن تنساهم دولة الاستقلال. لقد شاركت السنة الفارطة في ذكرى عيد الجلاء ببنزرت تلقّينا ترحيبا من إطارات الجهة وعلى رأسهم والي الجهة بعد العشاء اجتمع بنا والي بنزرت بأحد النزل وتطرق في حديثه عن المعركة ووقوف الشعب التونسي كالرجل الواحد في وجه المستعمر والمستبد الأجنبي، حيث تناولت الكلمة وتطرّقت الى عديد المواضيع الخاصة بالمناضلين والمقاومين وبمن شاركوا في معركة الجلاء حيث هؤلاء جميعا يمرّون بحالة من الفقر والاحتياج والخصاصة. عند مجيء الرئيس للإشراف على الاحتفال السنوي تجمعنا ثلة من المناضلين والمقاومين وتقدمت لتهنئته والحديث معه حول من وهبوا حياتهم للذود عن البلاد كان جوابه سأعطي التعليمات الى السيد الوزير الأول ليقوم بصرف بعض التعويضات لكل من يثبت مشاركته في المعركة الخالدة وكذلك لمن ناضل ودافع عن تونس. ساد الجميع التفاؤل وبعثنا الى الوزارة الأولى جميع الوثائق التي بحوزتنا والتي تثبت كفاحنا ونضالنا، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تبخّرت أحلامنا وفي الأخير لم نجن شيئا إلا الأقاويل والوعود الفارغة والجوفاء. ويبقى شعارنا: الصدق في القول والإخلاص في العمل.