تونس (الشروق) لا يختلف اثنان في تعدد مخاطر التكنولوجيا الحديثة على مستعمليها ولكن في اعتقادنا الغاء الذكاء اكثرها خطورة وذلك وفقا لما لها من تأثيرات على الدماغ والتفكير وبالتالي قتل الخلق والابتكار والتطوير والاكتفاء باستهلاك ما ينتجه الآخرون. تأثيرات بالجملة وسائل التكنولوجيا الحديثة ابتكرتها البلدان المتقدمة علميا لتقدم لبقية بلدان العالم دليلا على انها تمتلك الذكاء البشري والقدرة على الابتكار حد اقتران صفة الذكاء بهذه الاجهزة فأصبحنا نطلق عليها اسم الهواتف الذكية ولكن الافراط في استعمالها على غرار التونسيين اناثا وذكورا تصبح كالمثل القائل كل مازاد عن الحد انقلب الى الضد والضد هنا الغاء الذكاء بعد ان تتسبب في خمول العقل وتكلس الذاكرة وقتل ملكة الخيال وتعلم الكسل. وأكد المتابعون لتطور التكنولوجيا ان المعلومة التي تمنحنا اياها سريعا تذهب سريعا ايضا ولا تعلق بالذاكرة مقارنة بالكتاب والصحف والمنشورات هذا فضلا عن امكانية اندثارها بأي عطب بسيط يحدث للجهاز بينما تحفظ على الورق مدى الحياة. ولا ننسى ان البحث عن المعلومة في الكتب يدفعنا الى التنقل من مكان الى آخر والتعرف على المؤسسات والاشخاص بينما الجهاز يجعلنا اكثر انطواء وفردانية وبالتالي اكثر انزواء وكآبة وكم من شخص مدمن على الانترنات انتهى الى الانتحار لان التواصل بين الاشخاص يمنحنا التوازن النفسي. كما ينهى المختصون عن ادمان استعمالها اعترافا منهم بوجود مخاطر جانبية تتطلب اخذ الاحتياطات اللازمة لتجنبها والى جانب تأثيرها المباشر على البصر والظهر توجود اضرار طويلة المدى كالاصابة بالسرطان بسبب الاشعة الكهرومغناطيسية التي تبعثها شاشات الاجهزة الالكترونية. الأطفال الأكثر تضررا وفقا لبعض الخبراء الاطفال هم الاكثر تضررا من الاشعة الكهرومغناطيسية باعتبارهم الاكثر استعمالا لما يسمى بالهواتف الذكية والحواسيب وكذلك بسبب قلة سُمك الجمجمة اضافة الى ان الجهاز العصبي لا يزال في حالة نمو وكذلك المراهقين لأن هرموناتهم تكون في حالة تغير. واكتشف المختصون ان الكمبيوتر المحمول أثناء تشغيله تنبعث منه حرارة ضارة حتى ان مصنعيه نصحوه بعدم استخدام الكمبيوتر المحمول على الحِجر لفترات طويلة لتجنب وصول الحرارة لأعضاء الجسم الحساسة اذ يمكن ان تسبب العقم لدى الرجال. كما كشفت دراسات حديثة تسبب حرارة أجهزة الكمبيوتر في الاصابة بأحد أنواع سرطان الدم. وينصح المختصون بحسن استعمالها وتجنب مضارها خاصة ليلا وذلك بغلق جميع الاجهزة قبل النوم وسحب الرابط الكهربائي كليا ويمكن ملاحظة الفرق صباحا بين الحالتين عندما يكون الاطفال اكثر هدوء، فالاحتكاك المستمر مع هذه الأجهزة يؤثر فيهم بشكل كبير ويسبب نمط سلوكى يشبه الإدمان ويعتاد المخ على إثارة سمعية وبصرية أكثر من المعتاد، وعند غيابها يشعر الطفل بالقلق، التوتر، الملل، وميل للعنف. عمار البوزيدي (خبير في التكنولوجيا الحديثة).. تقضي على التفكير والاستنباط التكنولوجيا الحديثة هي نتيجة تطور الانسانية وبالتالي لامفر من استعمالها كما انها تيسر العمل الى درجة انها تعطينا حلولا جاهزة لا تتطلب منا عناء التفكير والبحث واذا اخذنا مثالا على ذلك محرك البحث «google» الذي يمنحنا أي معلومة نبحث عنها بسرعة قياسية ويمكننا من انجاز بحث حول أي موضوع دون عناء التنقل والتفكير والاستنباط. والتكنولوجيا الحديثة تجنبنا قراءة الكتب والمجلات والمنشورات وتقدم المعلومة الجاهزة فيعيش العقل حالة خمول ويبقى المتفوقون الاوائل هم من يبحثون مكاننا ويستنبطون ونحن نكتفي بالاستهلاك والحلول الجاهزة فنصاب بتبعية للتكنولوجيا المستوردة. وفيما العديد من الدول والشعوب تستثمر في الابحاث وتخصص لها الميزانيات الكافية على غرار امريكا واوروبا وحتى اسرائيل نكتفي نحن بالاستهلاك وتزيد منظومتنا التعليمية في تعميق الكارثة ونشكرهم على تمكيننا من القيام بالصيانة واصلاح العطب. والذي زاد الطين بلة ان العناصر الجيدة يقع استقطابها لتهاجر وتشتغل خارج ارض الوطن. وحتى في مستوى اطلاعنا على المخاطر ومكافحتها لا توجود لدينا مخابر للتعرف عليها ومكافحتها بل ننتظر حلولا من الآخر ونكتفي بالتقليد ولعل خير مثال لعبة الحوت الازرق التي اودت بحياة البعض من ابنائنا دون وجود «حكم حر»يقول يكفي واحذروا. والشيء الذي يؤسف له ان تراجع مستوى المنظومة التعليمية ببلادنا الى درجة انه لم يعد في مقدورها صناعة اجيال قادرة وذكية تساير التطور العلمي المهول عالميا بسبب ضعف اللغات خاصة الانقليزية. وليد بن سعيد (رئيس فريق بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية).. هذه مخاطر التكنولوجيا الحديثة هي المخاطر التي تتسبب فيها التكنولوجيات الحديثة؟ المخاطر التي تتسبب فيها التكنولوجيا تنقسم الى ثلاثة أنواع وهي مخاطر مادية تضر الجانب الجسدي في الانسان العين والظهر والاعصاب ومخاطر نفسية وتظهر خاصة لدى الاطفال الصغار كالادمان والتوتر والانعزال وتعميق عوامل التوحد إضافة الى الانسياق وراء ألعابها حد الانتحار على غرار لعبة الحوت الازرق وهناك مخاطر معلوماتية التي تهم التجسس والقرصنة والجريمة الالكترونية والسرقات. كيف يمكن مكافحة مخاطرها لاسيما إلغاء الذكاء؟ التكنولوجيا الحديثة لها تأثير مؤكد على الدماغ خاصة لدى الاطفال الذين يستعملون الهواتف الذكية والتابلات بين 6 و7 ساعات دون انقطاع وعوض التوجه نحو ممارسة الرياضة التي تنشط الجسد وتصقله وتساهم في توازن المخ والتفكير والثقافة التي تطور العقل ينساق الطفل وراء الالعاب الالكترونية التي تزيده توترا وقلقا. وفي تقديم النصائح أكدت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية على الفئة العمرية التالية : قبل 3 سنوات ممنوع على الطفل الاحتكاك بأي جهاز فيه شاشة (تلفاز . تابلات . هاتف) مع التركيز على استعمال أشياء ملموسة. قبل 5 سنوات يمنع استعمال الحاسوب والتابلات والهواتف الذكية من قبل الاطفال. وقبل 9 سنوات يتم استعمال الحاسوب دون انترنات. وبعد 12 سنة يستعمل الانترنات مع مراقبة الوالدين. ما هي آليات المكافحة التي تعتمدها الوكالة؟ هناك آليات للسلامة المعلوماتية وهناك مصلحة خاصة بالتحسيس والتوعية تعمل عبر الاتصال المباشر او الهاتف او البريد الالكتروني كما تتعاون مع جمعيات راغبة في التحسيس والتوعية عبر الندوات والملتقيات بالعاصمة والجهات.