عاد محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس الى الواجهة في خضم ما تعرفه الساحة السياسية من تحوّلات متسارعة. فهو اليوم عنصر فاعل ومؤثر في خلق معادلات التحالفات الجديدة. وكان تطوّر موقعه في اتجاه دعم يوسف الشاهد والاستقرار الحكومي. بل إنّ هذا الموقف قد فتح الباب أمام بدء المشاورات قريبا حول التحوير الوزاري مثلما دعا الى ذلك مرزوق في أكثر من مناسبة خلال الاسبوع الفارط. ومرزوق يُحسن التموقع السياسي. وهو حريص دائما على لعب أدوار مهمة. فهو كان من بين الدعائم التي قام عليها السبسي منذ بداية التفكير في نداء تونس. بل هناك من يتحدّث عن أنّ مرزوق هو من صاغ بيان 15 جانفي 2012 المرجعي والذي طرح مسألة اعادة التوازن السياسي حينها مع الترويكا وأساسا مع حركة النهضة. كما أنّه كان أحد مهندسي التوافق بين الشيخين وبين النهضة والنداء حينما كان مستشارا في رئاسة الجمهورية ولاحقا حينما تولّى الأمانة العامة لحزب نداء تونس. اليوم أثبت مرزوق مرّة أخرى مهارته السياسية. فقد التقى مع رئيس الحكومة وقيادات بارزة في النهضة من بينهم أساسا علي العريّض وعبد الكريم الهاروني في انتظار إنهاء ترتيبات لقائه مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. فمرزوق ضمن موقعا متقدما ومهما بين أبرز الفاعلين السياسيين حاليا، أي يوسف الشاهد وحركة النهضة. فهل ينجح اليوم في تثمين مبادرة الشراكة وبناء تحالف حكومي جديد، وأساسا هل ينجح في إعطاء روح لمشروع الشاهد بحديثه عن مشروع استراتيجي للحكم والتحالفات الاستراتيجية للعشر سنوات القادمة وايضا قبوله بالتفاوض مع النهضة وتغيير خطابه تجاهها من الضد الى الاستعداد للشراكة والتحالف؟