حقيقة جديدة أكدها وزير الشؤون المحلية وهي أن البلديات غير قادرة على الاستجابة لتطلعات المواطنين... بعد أشهر من الانتخابات ادرك المواطن انه امام أشكال حقيقي فقد انتخب مجالس بلدية عاجزة وفاشلة قبل ان تنطلق في عملها... أغلب المجالس البلدية المنتخبة تعاني اليوم من خلافات بين الاعضاء وفي كل اجتماع غضب وانسحابات وبيانات وتهديدات بالاستقالة في الوقت الذي ظل فيه الوضع في المدن على حاله، تراكم الأوساخ وغياب الخدمات وتواصل الانتهاكات والتجاوزات والبناء الفوضوي واحتلال الارصفة... للأسف بعد أشهر من الانتخابات التي انتظرها التونسيون طويلا خاب ظنهم وضاعت احلامهم وضاقت فسحة الأمل أمامهم... اليوم لدى التونسيين خوف من ان يتم حل المجالس البلدية التي انتخبوها وقد تحولت الى مجالس فاشلة وعاجزة... كل الوعود التي رفعت خلال الحملة الانتخابية كانت وعودا زائفة لم ولن تتحقق والمطلوب الآن تدخل عاجل من الدولة لمساعدة البلديات وتمكينها من الدعم. الحديث عن الحكم المحلي وعن اللامركزية كان مجرد كلام للتسويق واستقطاب الناخبين الذين فقدوا الثقة والأمل في السياسيين الذين اقتصر دورهم على تقديم الوعود التي لا تتحقق أبدا... كل المجالس البلدية المنتخبة عليها ان تتحمل مسؤوليتها كاملة وتنجز ما وعدت به بعد ان اقتصر عملها الى حد الآن فقط على الخلافات والصراعات والانسحابات من الاجتماعات... يعيش التونسيون أوضاعا صعبة منذ أكثر من سبع سنوات، ارتفعت الأسعار بشكل كبير وعمت الفوضى وغابت هيبة الدولة وصار الجميع يتطاول على القانون وللاسف فان الحكومة عاجزة عن تقديم الحلول والمبادرات والتصورات في حين تعيش الأحزاب السياسية صراعات طاحنة من اجل المناصب الحكومية في التحوير الوزاري الجديد الذي يشغل السياسيين ولا يهم المواطنين الذين يتطلعون لحكومة تكون قادرة على تطبيق القانون والتحكم في الأسعار ومقاومة التهريب والتصدي للفساد المستشري في كل القطاعات... تونس تحتاج الى أمل جديد والى مبادرة حقيقية للانقاذ قبل فوات الأوان...