افتتح الفنان أنيس القليبي، مساء أول أمس الخميس 25 أكتوبر 2018، الدورة الأولى لأيام الموسيقى الآلتية بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية، في حلتها الجديدة، بعرضه «العصفور العاشق». تونس الشروق: وسط حضور جماهيري ملأ قاعة العروض بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية، وبحضور المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس ووالي ومعتمد تونس، قدم أنيس القليبي أول أمس عرضه «العصفور العاشق»، معلنا افتتاح فعاليات الدورة الأولى لأيام الموسيقى الآلتية التي تنظمها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية تونس تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وذلك في إطار أكتوبر الموسيقي وبرنامج «مدن الفنون». أنيس القليبي، المبتسم على الدوام، نجح في إيصال رسائل الحب والجمال والأمل، الطاغية على معزوفاته، وكانت سعادته لا توصف، بالإقبال الكبير للجمهور، رغم أن «العصفور العاشق» تزامن مع عرضين موسيقيين الأول بمدينة الثقافة، ويحتفي بآلة الكمنجة، والثاني بالمركب الثقافي بالمنزه السادس، في إطار موسم الموسيقى التونسية، كل ذلك لم يمنع الجمهور من الحضور للاستمتاع والانتشاء بأحلى المعزوفات التي قدمها صاحب «العصفور العاشق». 09 معزوفات، كانت بمثابة رحلة فنية إبداعية لأنيس القليبي، رافقه فيها عازف الإيقاع المتميز لطفي صوة، وعازف الكيبورد أمير التواتي وعازف القيتار باص هشام عمارة، ومنذ البداية اختار أنيس القليبي الدخول في صلب الموضوع، فاستهل حفله بمعزوفة «كنوز» لتكون المحطة الثانية مع معزوفة «على جناح الوتر»، تلتها «فسحة أمل»، فمعزوفة «انصهار» المبهرة والتي خولت له منذ سنوات خلت التتويج بالجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى التونسية، ثم معزوفة «مجرد». وبعد هذه الرحلة الموسيقية المفعمة بالأمل والحب والتي راوح فيها صاحبها بين عديد الأنماط والمقامات الموسيقية العربية، والطبوع التونسية، أخذ القليبي المصدح ليشارك الجمهور فرحته ومتعته، ويعلن عن المعزوفة اللاحقة، بتأثر واضح، وهي معزوفة «ابن خلدون»، وقبل لغة الكمنجة، والموسيقى، اختار أنيس القليبي، أن يحكي باختصار قصة العلامة التونسي ابن خلدون، ورحلته التي انطلقت من تونس وانتهت في مصر، مستعرضا كل محطاتها، وخالصا إلى أن ابن خلدون توفي في سن 97 عاما، سيحاول هو، عبر «كمانه» عرض هذه الرحلة موسيقيا وفنيا في 07 دقائق... رحلة أبهرت الجمهور التي تفاعل معها، على غرار بقية المعزوفات، السابقة واللاحقة على غرار المعزوفتين الرائعتين «جذور» و»أريج الخضراء»، وكان مسك الختام مع معزوفة «العصفور العاشق»، والتي حملت نفس عنوان العرض، معزوفة قريبة جدا من أنيس القليبي، الذي يمكن القول إنه هو العصفور العاشق، التائق دوما إلى الحرية والباحث بإستمرار عن معاني الجمال في الكون من خلال موسيقاه وألحانه. أنيس القليبي، لم يخف سعادته بنجاح العرض والتفاعل الكبير للجمهور الحاضر بكثافة في عرضه، كما عبر عن سعادته بالعودة إلى دار الثقافة ابن خلدون المغاربيةفي حلتها الجديدة، بعد 15 سنة، أي بعد عرض «سحر الكمان» سنة 2003، وشكر بالمناسبة منظمي الحفل و في مقدمتهم المندوبية الجهوية للثقافة بتونس، لإيلاء الأهمية للموسيقى الآلتية، من خلال «أيام الموسيقى الآلتية، والذي يضم إلى جانب «العصفور العاشق»، عرضا للعازف المتميز على آلة القانون جمال عبيد، والفنان سفيان سفطة كعازف على آلة القيتار.