تونس الشروق: تزامن العملية الارهابية التي جدت بشارع الحبيب بورقيبة مع المناخ السياسي المتأزم تدفع الى ادراك خطورة مواصلة المضي في التجاذبات السياسية في فسح المجال لحدوث ما لا يحمده عقباه ،هي جوهر الرسالة التي نقلها عدد من السياسيين تعليقا عن حادثة امس. وفي الوقت الذي قطعت فيه بلادنا اشواط حاسمة في معركة دحر الارهاب، بقى الوضع الاقتصادي والاجتماعي في حالة ترقب لحلول عملية ارجأتها حالة التجاذب السياسي المتصاعد والتي تطورت بشكل بات يهدد الاستقرار الى حين تسجيل اول عملية ارهابية نوعية امس تستهدف شارع الحبيب بورقيبة الرمز دافعة الى اطلاق جملة من الدعوات السياسية. مناخ سياسي متأزم يدعم الارهاب ومن جهته اعتبر النائب محمد بن سالم من حركة النهضة انه لحسن الحظ لم تكن هناك خسائر بشرية في العملية الارهابية التي جدت امس مشددا على انها تكتسي خطورة كبرى تستمدها من طابع استهداف شارع له رمزية و تنتظم فيه جل التظاهرات الكبرى. واضاف بن سالم ان المناخ السياسي المتسم بالتأزم في رأيه بات يشجع العناصر الارهابية على استهداف التجربة الديمقراطية التونسية منوها الى ان النظام الديمقراطي التونسي اصلب من هذه العمليات البائسة وان الدعوة مفتوحة اليوم الى كل الطيف السياسي ان يقدم المصلحة الوطنية وان تصطف صفا واحدا ضد الارهاب. واعتبر النائب حسن العماري من حزب نداء تونس ان للعملية الارهابية قراءات عدة من بينها انها عملية نوعية من حيث استهداف الوحدات الامنية بعد تضييق الخناق على العناصر الارهابية والانتقال بالعمليات الارهابية الغادرة من الجبال الى المدن. انعكاسات خطيرة ولاحظ العماري ان الازمة السياسية لها انعكاسات كبيرة على حدوث مثل هذه العمليات ففي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع قطع اشواط مهمة في طريق تفعيل الديمقراطية والمدنية يعود من جديد التجييش الايديولوجي والحملات الانتخابية السابقة لاوانها والصراعات التي من شأنها ترك فراغات يمكن للارهاب ان يتغذى منها. وخلص العماري الى ان الحرب على الارهاب هي حرب طويلة الامد ومن الضروري على امتداد تواصلها حضور المعالجات المطروحة و التفاعل مع مجمل الاشكاليات التي تبرزها والتي تزيد في ضبابية المشهد العام ومنها الرجوع الى التغييرات التي حدثت صلب الاسلاك الامنية مؤخرا و كذلك جدية تموقع الحرب على الارهاب في سلم الاولويات الوطنية. توضيح العلاقة ولاحظ القيادي في الجبهة الشعبية زهير حمدي ان عملية الامس تبين الانتقال الخطير للمجموعات الارهابية نحو تنويع الاساليب من حيث نوعية المنفذين ومن حيث اماكن العمليات دافعا الى ضرورة تحلي اجهزة الدولة بالانتباه واليقظة وادراك ان المعركة ضد الارهاب مستمرة وان المطلوب تطهير اجهزة الدولة وجعلها اكثر كفاءة. واعتبر زهير حمدي ان المعركة ضد الارهاب باتت تتطلب الوضوح الذي سيكون في رأيه منطلق صياغة استراتيجية وطنية حقيقية لمكافحته وذلك من خلال ايضاح علاقة حركة النهضة بشبهات التورط في ملف الارهاب حيث لا يمكن في اعتقاده تصور وجود مناخ تعايش سلمي طالما وان الحركة لم تجب عن مجمل الاتهامات الخطيرة الموجهة اليها.