كان منتظرا ان يصادق البرلمان على الحكومة الجديدة... كل التونسيين كانوا يعرفون ذلك مسبقا ويدركون ان رئيس الحكومة لن يخذله البرلمان ولن تتخلى عنه الأغلبية ... لكن التونسيين يتطلعون الى ما بعد المصادقة وينتظرون ماذا يمكن ان تحقق الحكومة الجديدة لهم ، امام الحكومة ملفات كثيرة وصعبة ومعقدة ولا يمكن لرئيس الحكومة ان يكتفي كما المرات الماضية بالوعود فالتونسيون اليوم ينتظرون نتائج وحلولا... امام الحكومة سنة واحدة لإخراج التونسيين من ًالازمة التي صنعها السياسيون وكل الحكومات الفاشلة التي تعاقبت على الحكم... كل الحكومات وكل الأحزاب التي حكمت تونس في السنوات الاخيرة اكتفت بتقديم الوعود وتذكير التونسيين بأنهم يعيشون زمن الحرية وينعمون بالديمقراطية ومقابل ذلك ارتفاع مهول في عدد العاطلين وتزايد نسبة الفقر وانهيار المنظومة الصحية وتدهور كل القيم وغياب تام لتطبيق القانون الى جانب غياب التنمية في الجهات الداخلية وتدهور التعليم العمومي... ملفات بالجملة امام وزراء الحكومة الجديدة ولن تكون أمامهم فرصة للفشل من جديد، هناك في تونس اليوم مواطنون يتعرضون الى الظلم ويعجزون عن الوصول الى حقوقهم ويواجهون لوبيات النفوذ والفساد في الادارة وفي كل الوزارات... وفي تونس اليوم آلاف الشبان العاطلين والراغبين في بعث مشاريع خاصة لكن العراقيل تمنعهم من الإنجاز لذلك خيروا الهجرة والهروب من الوطن والبحث عن فرص اخرى... الوزراء في الحكومة الجديدة مطالبون بتقديم التصورات والوصول الى حلول والاستماع الى المظلومين والا لا حاجة اليهم... صحيح ان تعيين الوزراء الجدد تم على أساس المحاصصة الحزبية لكن ذلك لايعني السماح لهم بتعيين أنصار احزابهم على حساب كفاءات الادارة... عشرات الوزراء تعاقبوا على حكم تونس قليلون منهم نجحوا والاغلبية فشلوا لأنهم في وزاراتهم لم يتخلصوا من انتماءاتهم الحزبية ولان الكثير منهم كان يجهل حقيقة الملفات وتفاصيلها... اليوم تغيرت أشياء كثيرة والتونسيون يعيشون واقعا فيه الكثير من الالم والمتاعب والصعوبات ورغم فقدان الثقة في السياسيين الا ان امام هذه الحكومة فرصة لتحقيق بعض النتائج وتغيير جزء من الواقع ومنح الأمل للتونسيين الذين أتعبتهم سنوات حكم اصحاب الوعود التي لا تتحقق...