تعرضت صباح أمس ابنة المحامي والناشط السياسي عبد الستار المسعودي الى عملية «براكاج» بجهة المنار، وذلك أثناء تحولها الى المعهد. وعملية ال"براكاج" تم تنفيذها من قبل «مجرم» كان يمتطي دراجة نارية من الحجم الكبير. وعمد الى سلبها محفظتها وحذاءها لتعود الى منزلها حافية. تونس الشروق: وقد أكد المسعودي ل»الشروق» أن الجاني طلب من ابنته أن تطلب منه (والدها) شراء هاتف نوع «ايفون»، بعد أن كان بحوزتها هاتف لا يتجاوز ثمنه 40 دينارا، مؤكدا أنه تحول الى الجهات الأمنية للإعلام عن الحادثة. فتم إعلامه بأن هوية «المجرم» معلومة. وهو يكنى ب»ولد شحيبر». وإنه متورط في أكثر من 10 "براكاجات". فتساءل عن سبب عدم إيقافه. فكانت الإجابة حسب محدثنا، بأن الجاني يقطن خارج النظر الترابي. هذه الحادثة، تكررت مع عدد من طلبة جامعة المنار، وعدد من التلاميذ الذين يجدون أنفسهم وجها لوجه، مع عصابات مسلحة بالسيوف والعصي ولها دراجات نارية قادرة على الفرار حتى من قبضة رجال الأمن. فما هي أسباب تفشي الجريمة في جهة المنار؟ عصابات تتغول وفي هذا الصدد أكد مصدر أمني مطلع في تصريح ل»الشروق»، أنه رغم المجهودات المبذولة من قبل المراكز والمناطق الأمنية الا أن العصابات الإجرامية بصدد التغول بجهة المنارات. وأغلب المستهدفين هم من العناصر النسائية والتلاميذ، مضيفا أن عربدتهم ناجمة عن نقص الموارد البشرية وأسطول السيارات الأمنية. وقال محدثنا إن منطقة المنار تعاني من نقص فادح في عدد أعوان الأمن، الأمر الذي قلص من عدد الدوريات الأمنية، مما ساهم في انتشار عدد من المنحرفين بهذه المناطق والذين أغلبهم يستهدفون الطلبة والتلاميذ وأصحاب السيارات خاصة في أوقات الذروة. ومن جانبه، أكد النقابي محمد الرويسي في تصريح ل»الشروق» أنه بدوره كان تعرض في وقت سابق الى محاولة "براكاج" بجهة المنار، مضيفا أن العديد من العوامل الأمنية والاجتماعية ساهمت في تغول العصابات الإجرامية، التي تصطاد ضحاياها في الصباح الباكر أو في المساء. وتابع الرويسي أن منطقة المنار تحيط بها العديد من الأحياء الشعبية، على غرار الجبل الأحمر وحي ابن خلدون ورأس الطابية. وهذه المناطق بها خلايا إجرامية، تتنقل الى جهة المنار عبر دراجات نارية، لتنفيذ عمليات سطو ونشل، مضيفا أن منطقة المنار بها العديد من المناطق الدبلوماسية والسفارات. وأغلب الدوريات تكون مخصصة لحماية هذه المنشآت، مما أثر على العمل الأمني في مجال مكافحة الجريمة منها ال"براكاجات" وعمليات السطو. نقص في عدد أعوان الأمن والسيارات كما أضاف محدثنا أن العديد من الشخصيات السياسية مهددة وتقطن بهذه المناطق. وهناك مجهودات أمنية مبذولة لحمايتهم وحراستهم، مؤكدا أن ما تشهده البلاد من المظاهرات والاحتجاجات ساهم في نقص أعوان الأمن بعدد من المناطق منها المنار والمنازه والأحياء الراقية التي لم تسلم من عربدة المنحرفين. وقال محدثنا إن اهتراء أسطول السيارات الأمنية التي أصبح بعضها معطبا، كان له تأثير في التنقلات الأمنية وعدم القدرة على التحرك بسرعة لفرض الأمن بهذه المناطق، مشيرا الى أن أغلب المنحرفين الذين يتم القبض عليهم لا يتم التعامل معهم بصرامة في ما يتعلق بالأحكام القضائية. وأغلب ملفاتهم القضائية يقع تجنيحها والحال أن هذه العصابات تتسلح بأسلحة بيضاء وبقوارير الغاز المشل للحركة وفي بعض الأحيان بالكلاب الشرسة لتنفيذ جرائمها، التي قال إنها جنائية، داعيا السلطات القضائية الى إصدار أحكام زجرية ليتم إيقاف هذا النزيف.