على مدخل مخيم العودة شرقي مدينة غزة، يترجل آلاف المواطنين من الحافلات، رافعين شارة النصر، وأعلام فلسطين، بادية على وجوههم علامات الفرح، بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال الصهيوني . القدسالمحتلة (الشروق) «الشروق» تنقلت، أمس، بين مخيمات العودة الخمسة الممتدة على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة. ووقفت من كثب على بسالة الفلسطينيين ومشاركتهم في تلك المسيرات حتى العودة إلى الديار. ولم تمنع تهديدات الاحتلال لمسيرات العودة وكسر الحصار، الأربعينية أم عادل الصالح من المشاركة في جمعة « المقاومة توحدنا وتنتصر «، قائلة: «جئنا اليوم لنؤكد أن التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة لا تغتفر، لاسيما بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في قطاع غزة». وتضيف أم عادل الصالح وهي تشير بيدها نحو المتظاهرين الوافدين: «هذا يدل على إيمان الناس بالمقاومة. وإنها تحمينا إذا قام الاحتلال بأي حماقة أو جريمة ضدنا تحت عنوان «إن عدتم عدنا». فالمقاومة سند لنا. وردها أشفى صدورنا. وأثلجها». وتقف أم خالد البعيصي «43 عاما» مع طفلتها التي تحمل مفتاح العودة، وقد جاءت الى ميدان مسيرات العودة لتؤكد أن التطبيع العربي مع الاحتلال خيانة، قائلة: «كل من يضع يده بيد الاحتلال خائن؛ سواء كان وزيرا أو رئيسا أو ملكا». وفي مخيم رفح جنوبي قطاع غزة، رصدت "الشروق" النقطة الأبرز سخونة وحشدا. حيث احتشد آلاف الفلسطينيين من المدينة على مقربة من السياج الفاصل شرق رفح. وصدحت حناجرهم بالتكبيرات، فيما أشعل شبان الإطارات للتغطية على نيران قوات الاحتلال الصهيوني. لكن سرعان ما باغتتهم طائرة حربية صهيونية وأطلقت نيرانها صوب المتظاهرين السلميين. وأوقعت عشرات الإصابات كما أفادنا المسؤول الطبي في النقطة الطبية هناك. وأصيب، أمس، عدد من المتظاهرين بالرصاص الحي والاختناق جراء قمع قوات الاحتلال المشاركين في الجمعة ال35 لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة إن 60 إصابة مختلفة سُجلت بمستشفيات قطاع غزة جراء قمع مسيرات العودة. وأوضح ل»الشروق» أن من بين الإصابات 18 بالرصاص الحي و 5 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط و17 إصابة بشظايا متفرقة، والبقية إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع. وأفاد مراسل «الشروق» بأن جنود الاحتلال المتمركزين قرب السياج الأمني تعمدوا إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب جموع المتظاهرين السلميين مما أدى الى إصابات مباشرة بالرصاص الحي وإصابة آخرين بالإغماء والاختناق جراء استنشاقهم الغاز. ولاحظت «الشروق» في نقطة مخيم ملكة شرق مدينة غزة، الشاب الفلسطيني محمد حمدان يلتفت الى الخلف نحو السياج الفاصل،و يشير بيده نحو اليمين (آخر نقطة لامتداد المتظاهرين) ويسير بها أفقيا نحو اليسار مردفا: «هذه الأعداد أكبر دليل وبرهان على أن هذا الجمع يزداد في كل مرة لأنه يتمسك بثوابته. فلنا حق تربينا عليه ويجب استرداده واستعادته». وعلى مقربة منه يقف الشاب أحمد حمودة «22 عاما» على بعد 300 متر من السياج الفاصل، كان قد تقدم الشاب - الذي يرتدي كوفية حمراء على كتفه - الصفوف الأولى ليوصل رسالة الى جنود الاحتلال أنه لم يخف من التهديدات، وأنه مستمر بالمشاركة حتى تحقيق أهداف المسيرات. وفي نفس السياق دعت الهيئة العليا الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في فعاليات جمعة العودة القادمة ال36 »جمعة التضامن مع الشعب الفلسطيني». وأكدت في مؤتمر صحفي عقد في غزة أن المسيرات تسير قدما تعززها وتحميها مقاومة شعبنا الباسلة. كما أكدت أن المقاومة رسخت معاني الوحدة الوطنية الحقيقية في ميدان القتال وساحة المواجهة. وشددت على أن الرد من الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة كان حاسما بلغة يفهمها العدو عبر غرفة العمليات المشتركة. وجددت الهيئة مطالبتها بدعم الجرحى وتوفير العلاج والدواء الكافي وفتح الدول العربية مشافيها لهم وتسهيل سفرهم .