يعتبر سكان حي أحمد الشريشي- وسط مدينة الكاف- أنفسهم « مواطنين من درجة ثانية « لتدهور وضعية سوق الحي و توقف الدولة عن التدخل لحل مشاغلهم و دعم التنمية المحلية. الكاف الشروق: فوزي الحجري (تاجر) تذمر مثل غيره من تجار الحي من الانتصاب الفوضوي. وبين أن المحلات التجارية الممتدة من السوق البلدي في بنعنين إلى سوق الشريشي بما يعادل 150 محلا أغلقت أبوابها. وهجرها أصحابها. فتحولت إلى أوكار للمنحرفين بعد أن تم غلق السوق البلدي وتحويل « كوري بنزواري» إلى مصب للفضلات و خلق مناظر مريبة في مدخل الحي تتمثل في النبش في النفايات و جحافل "الناموس" والكلاب السائبة بما يحول دون دخول الحرفاء لقضاء حاجياتهم من سوق الشريشي الذي كان يمثل وجهة تجارية و مورد رزق قار . و أضاف أن فتح فضاءات كبرى لبيع ال"فريب" في الشارع الرئيسي ساهم في شلل نشاط تجار الحي. و دفعهم إلى بعث مشاريع أخرى خاصة باستعمال قارورة غاز المنزل و فتح باب في إحدى غرفه لبيع « الملاوي» أو « الحلويات « أو الحليب و مشتقاته أو الدجاج . نقاط سوداء فتحية الشهيدي وجدناها في زقاق ضيق لا تعرف اسمه أو حتى اسم الشارع الذي تفرع عنه باستثناء قولها « نحن الآن في قلب حي أحمد الشريشي « متذمرة من غياب الإنارة و عدم تعهد البلدية للمساكن المهجورة و المهددة بالانهيار لتأمينها أو إعادة إزالتها بما يحمي السكان من المنحرفين وتكدس النفايات و الحيوانات السامة. كما أكدت على انتشار مظاهر البؤس والفقر و الخصاصة لدى جل سكان الحي و خاصة الشباب الذين يركنون الى النوم في النهار و التجول في الليل لكثرة البطالة و غياب موارد الرزق . فالحي محاصر بحديقة « لاقروت» والمقبرة ووادي العين و كوري بنزواري و مدخل بئر الثلج. و هي كلها مصبات للفضلات و النفايات والانتشار الواسع للكلاب السائبة بما يعطل حركية السكان بعد الغروب. بلا مرافق فمستوصف الحي ضيق و خدماته بسيطة لا تستجيب لكافة السكان بالاضافة الى غياب الدواء. فالمواطن يموت إما فقرا أو يصارع المرض دون علاج. وبسبب هشاشة البنية التحتية فإن سيارات التاكسي لا تدخل الحي. أما المرشدة الاجتماعية مثل غيرها من المسؤولين فهي غائبة عن معاينة تردي حالة المتساكنين و الاستجابة لمطالبهم حول دفاتر العلاج و المنح الموجهة إليهم حسب ما وصفته سنية الفرشيشي . و في غياب تدخل فعلي من الجهات المعنية فقد أثنى السكان و تجار حي الشريشي على مجهود إحدى الجمعيات التنموية التي تتدخل بصفة مستمرة لمساعدتهم على بعث مشاريع عائلية يوفرون منها مصدر قوتهم اليومي . أزمة سكن أقيم الحي على بساتين من الزيتون و البرتقال و القوارص و ذلك بعد أن اقتنته الوكالة العقارية للسكنى. و قامت بتقسيمه إلا أن تزايد السكان عمق الأزمة . إذ يمكن أن تجد 4 أو 5 عائلات في مسكن واحد، وعلى كثرة الرطوبة و ضيق بعض المساكن وتشققها فإن الوضع ينبئ بالخطورة. و المطلوب هو توفير مساكن اجتماعية لحل الأزمة . أما نادي الأطفال الذي يحاكي مثالا هندسيا كلاسيكيا فقد تحول إلى مسكن لإحدى العائلات بعد أن طالبت بتوفير مسكن و لم تتحصل عليه . فالإشكال يكمن في ارتفاع نسب البطالة و تعمق الأزمة الاجتماعية . فلا يمكن للدولة -كما أفاد معز العبيدي- أن تبني منزلا لكل ساكن. بل إنه يمكنها أن توفر له شغلا قارا يهون مشاكله الذاتية .. زاوية ... أو محل تجاري ؟ زاوية أحمد الشريشي التي تم بعثها منذ تأسيس الحي تم غلقها من قبل الوحدات الأمنية لتحولها إلى مقر للجماعات المتطرفة بعد 14 جانفي. و في غياب سوق بلدية أو محلات تجارية مجمعة على ملك البلدية فقد تم استغلال جانبين من الزاوية لبعث محل لحلاقة النساء في المدرج الشمالي و محل لبيع لحوم الدواجن في الجانب الآخر . أما مقر الزاوية فقد تم بعثه في الجهة المحاذية لوادي العين . المجلس البلدي يتدخل عمر الغيداوي رئيس بلدية الكاف بين أنه على الرغم من نقص الآليات و الإمكانيات ببلدية الكاف ، فقد تم توجيه اهتمام كبير للنظافة بحي الشريشي و غيره . كما تم جرد البناءات من قبل لجنة الشؤون الاجتماعية و العمل على إعادة علامات التوجيه بالأنهج مع إعادة النظر في التنوير . و في انتظار تهيئة المحلات التجارية في حي أحمد الشريشي فإنه سيتم إلزام التجار المنتصبين فوضويا بالعودة إلى محلاتهم بصفة تدريجية . و في إطار مراعاة الجوانب الاجتماعية و الحياتية لمتساكني الحي أكد الغيداوي على أن جل المشاكل في طريقها إلى الحل من قبل لجان مختصة دون المساس بحرمة الملك البلدي. أرقام ودلالات 38 هكتارا مساحة حي أحمد الشريشي 20 ألفا عدد السكان 2 عدد المرافق العمومية ( مدرسة و مستوصف)