يتواصل في رواق السعدي للفنون بضاحية قرطاج المعرض الشخصي للفنان التشكيلي علي الزنايدي الذي أفتتح يوم 25 نوفمبر ويختتم يوم 12 ديسمبر. تونس «الشروق» يمثٌل الفنان علي الزنايدي واحدا من ابرز التجارب الفنية في تونس تنقل بين مختلف التقنيات التشكيلية من الرسم المائي الى الزيتي الى الكولاج ومن التجريد الى الانطباعية وهو ما أغنى تجربته خاصة مع انتظام في العطاء الفني رغم ان العمل بين التدريس والأدارة أخذا منه الكثير من الوقت والجهد. في معرضه الجديد يقدّم الزنايدي عشرين عملا فنيا مختلفة الأحجام والتقنيات لكنٌها تحمل نفسا شعريا واحدا عنوانه الحنين لأزقة المدينة العتيقة بما فيها من تقاطع بين الضوء والظل بين المعمار ووجوه الناس الموزٌعين بين الأسى والفرح وهم يواجهون إيقاع الحياة اليومية. استعمل الزنايدي في معرضه الشخصي مجموعة من التقنيات منها الرسم المائي والكولاج والرسم الزيتي كما استعمل محامل متعدٌدة منها «الكرطون»، وتتجول ريشة علي الزنايدي وروحه بما تملكه من قدرة فائقة على إلتقاط التفاصيل بين حمام القشاشين بوجوهه وأجساده وحي سيدي منصور وسيدي الظريف و«الجيلاني الفطائري» فهذا المعرض استحضار لملامح المدينة العتيقة التي تكاد تندثر واستحضار لطفولة علي الزنايدي التي مازالت منبعا لالهامه. المدينة الفنان علي الزنايدي قال ل«الشروق» على هامش افتتاح المعرض «أنا مسكون بالمدينة بشوارعها وأنهجها ومعمارها وبيوتها ومساجدها ومدارسها وألوانها ووجوه سكانها وكنت ومازلت دائما مرتبط بالحياة اليومية للمدينة العتيقة بالاضواء والظلال وأفراحها وأحزانها أحملها معي في أي مكان من العالم أحمل إيقاع المدينة وإيقاع المجتمع التونسي وثقافته الممتدة في التاريخ وفي الجغرافيا المرتبطة بالثقافة العربية الاسلامية والمتوسطية» ويعتبر الزنايدي أن المهم ليس تنظيم المعارض بنسق متواتر بل بتحقيق الإضافة «الفنان يجب أن يقدٌم أعمالا جديدة في كل معرض ويجب أن يكون راضيا عنها وأنا كثيرا ما أكون غير راضٍ عن أعمالي وأنا لا أهتم بالجانب المادي قدر اهتمامي بالجانب الابداعي فهمي هو الأضافة وليس مجرٌد تسجيل الحضور في المعارض أبحث عن علاقة جدلية مع محبي الفن التشكيلي فالهوية يمكن ان تكون انطلاقا لرؤية معاصرة وجديدة مثلما هو الشأن للكثير من الكتٌاب الذين نشروا ثقافة بلدانهم في العالم» ورغم حماسه للعمل الفني يعتبر علي الزنايدي أن وضع الفنان في تونس سيّء «وضع الفنان في تونس سيّء للأسف في مِيدان الفن التشكيلي كنٌا ننتظر أن يكون هناك قانون يحمي الفنان وأن تكون هناك تشريعات لكن كل مرة نحلم فيها يتبخر حلمنا ونعود الى النقطة الصفر».