وسط اجواء مشحونة بالغضب والاحتقان، أحيا أمس الشغالون الذكرى السادسة والستين لاغتيال الزعيم النقابي الوطني فرحات حشّاد منددين بتأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتعثر المفاوضات بين الاتحاد والحكومة بخصوص الزيادة في اجورهم. تونس «الشروق»: بعد عشرة ايّام فقط من تنفيذه لاضراب الوظيفة العمومية وقبل بضعة أسابيع من الاضراب المقرر في القطاع العام والوظيفة العمومية ، أحيا امس الاتحاد العام التونسي للشغل الذكرى السادسة والستين لاغتيال زعيم الحركة النقابية فرحات حشاد وسط اجواء يسودها التوتر والغضب جراء تازم الوضع الاجتماعي نتيجة تعثر المفاوضات الاجتماعية مع الحكومة ما جعل الوضع ينذر بالخطر . هذا الظرف الدقيق والحساس الذي يعيشه الأجراء حول هذه الذكرى الخالدة الى مناسبة للتنديد بالسياسة المعتمدة في التعامل مع مستحقاتهم المشروعة ورفض التبريرات «الواهية» المقدمة من قبل الحكومة واستنكار «الانقلاب «عن الاتفاقيات هذه الميزة التي باتت تميز سير التفاوض في السنوات الاخيرة ما ولد أزمة ثقة بين طرفي النزاع النقابي والحكومي . وأشار المتظاهرون الى ان استشراء البطالة وانفلات التضخّم والغلاء المفرط للمعيشة وانهيار الدينار، كلها عوامل ساهمت في تدهور مقدرتهم الشرائية وعجزهم عن اقتناء أدنى حاجياتهم الحياتية الأساسية على غرار الغذاء والدواء وهو وضع زادت في تعميقه الأزمة السياسية التي يقودها البحث عن التموقع عوض البحث عن آليات وبرامج تنموية ناجعة لخلق الثروة وتوزيعها بصفة عادلة ومنصفة. شعارات كبارا وصغارا رجالا ونساء شبابا وشيبا غصت بهم بطحاء محمد علي التي زينتها الراية الوطنية وراية الاتحاد العام التونسي للشغل الى جانب اللافتات التي ترجمت حجم التوتر الاجتماعي الذي يسود الطبقة الشغيلة والتي رفعها المتظاهرون عاليا مرددين شعارات متنوعة تارة يستحضرون من خلالها خصال الزعيم الراحل شهيد الحركة النقابية فرحات حشاد وطورا يهتفون بحقوقهم المغتصبة من قبل الحكومة في وقت بات فيه اغلبهم عاجزا عن تلبية ابسط ضرورياته جراء الترفيع غير المدروس في الأسعار وعجز المقدرة الشرائية ، واخرى تدعو الحكومة الى العودة الى رشدها وتذكرها بالتاريخ العريق لهذه المنظمة النقابية التي استبسلت طيلة عقود في الدفاع عن منظوريها دون هوادة ولا استسلام . و قد تلخصت هذه الشعارات تقريبا في «يا حشاد يا شهيد على دربك لن نحيد «،»شغل حرية كرامة وطنية»،»وينو الحل وينو الحل يا حكومة الفشل «،»الزيادة استحقاق يا عصابة السراق» الى جانب شعارات اخرى مثل «لا خوف لا رعب السلطة بيد الشعب» و»يا حكومة يا شرعية اخرج سوينا الوضعية»و «لا لا للتجويع يا حكومة التطبيع»و «معا من اجل السيادة الوطنية» . كل هذه الشعارات وغيرها رددها النقابيون والعمال بأصوات عالية وحناجر صلبة معبرين عن رفضهم لما وصفوه بسياسة لي الذراع المعتمدة من قبل الحكومة في حلحلة إشكالياتهم العالقة وإذابة الجليد القائم بينها وبين المركزية النقابية التي قدمت وفق تعبير المحتجين العديد من التنازلات لم تأخذها الحكومة بعين الاعتبار. وبعد هتافات وشعارات واناشيد ثورية خرج المتظاهرون في مسيرة حاشدة الى ضريح الشهيد النقابي فرحات حشاد أين تمت تلاوة الفاتحة على روحه وسط حضور أمني وإعلامي كبير . كما وقع التذكير خلال هذه المناسبة بأمجاد النضالات النقابية التي تراكمت على مدى عقود لعب خلالها الاتحاد العام التونسي للشغل دورا بارزا في معركة التحرير وفي بناء الدولة الوطنية المستقلة وفي الانحياز إلى الطبقات الكادحة والى الفقراء والمحتاجين. هوامش - الاحتفال بالذكرى 66 لاغتيال الشهيد فرحات حشاد حضره كل من نجله نور الدين حشاد والامين العام الأسبق عبد السلام جراد الى جانب عديد الوجوه النقابية الاخرى التي جاءت للمشاركة في هذه الذكرى . - سجلت المسيرة التي انطلقت من بطحاء محمد علي في اتجاه ضريح الشهيد النقابي فرحات حشاد حضورا أمنيا مكثفا حيث طوقت الأسلاك الامنية كل الشوارع المتاخمة لمقر الاتحاد وكذلك كامل شارع باب بنات بالقصبة اين يرقد شهيد الحركة النقابية.