تتميز العلاقات التونسيةالإماراتية بالأصالة والعراقة منذ أن وضع أسسها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والزعيم الحبيب بورقيبة طيب الله ثراهما وعلى مدى 4 عقود ونصف شهدت هذه العلاقات مراحل متعددة ومتنوعة إلا أنها ظلت دوما تمثل عرى وثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين . و شهدت الأيام القليلة الماضية مستجدات على غاية الأهمية وبالغة الدلالات وأثبتت مجددا أن أواصر المودة والمحبة والتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين تمثل مسارا ثابتا وإختيارا صائبا مستديما . فسعادة السفير راشد محمد المنصوري وصل الى تونس يوم الخميس 29 نوفمبر 2018 وفي مبادرة أخوية راقية ولها دلالات معبرة استقبله معالي خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية التونسية حيث سلمه سعادة السفير نسخة من أوراق إعتماده وكان اللقاء على غاية من الأخوة والمودة والتأكيد على أن وزارة الخارجية ستقدم له كل الدعم والمساعدة بما يسهم في دفع علاقات الأخوة والمحبة بين البلدين . إلا أن هذا التكريم غير المسبوق تلته مبادرة هامة ومعبرة تجسمت لما تم إشعار سعادة السفير بأن فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة سيستقبله بوم الأثنين 3 ديسمبر 2018 ليقدم له اوراق اعتماده في قصر الرئاسة بقرطاج وهو نفس اليوم المحدد لحفل الاستقبال الذي اقامته السفارة للأحتفال باليوم الوطني ال 47 للأمارات العربية المتحدة . ويمثل استقبال فخامة الرئيس لسعادة السفير واستلام اوراق اعتماده في نفس يوم حفل العيد الوطني دليلا معبرا من السلطات التونسية في أعلى مستوى على الحرص الاخوي للسلطات التونسية على دفع العلاقات بين البلدين الى مرتبة تخدم المصالح المشتركة وتفتح آفاقا رحبة أمام تعاون شامل ومثمر يبني على الإنجازات المحققة . و كان الحضور في العيد الوطني مكثفا ورفيع المستوى وشمل رئاسة الجمهورية ممثلة رسميا في معالي الحبيب الصيد الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية والحكومة ممثلة في معالي هشام الفوراتي وزير الداخلية والذي ألقى كلمة مميزة ومعبرة تضمنت إشادته بالعلاقات العريقة والمتجذرة بين البلدين والشعبين الشقيقين والأفق الواعدة لدعمها وإثرائها بنجاحات قادمة هناك مؤشرات تدل على أن الظروف المناسبة أصبحت متوفرة لها . احتفالات الإمارات بيومها الوطني تزامنت مع حدث مفصلي في تاريخ الدولة و هو «عام زايد» تتزامن احتفالات الدولة باليوم الوطني لهذه السنة مع حدث وطني مفصلي في تاريخ الدولة وهو «عام زايد»، وذلك احتفاءً بالذكرى المائوية لميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات، والذي لقب ب «حكيم العرب»، لما عرف عنه من حكمة واسعة ونفاذ بصيرة، ولدوره وسياساته في بناء الدولة، وتحقيق تنميتها وتعزيز اقتصادها وأمنها الوطني، وقيادتها نحو مستقبل زاهر. لقد مثّلت قيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه الأسس والمرتكزات التي قامت عليها النهضة الحضارية والتنموية المعاصرة في الدولة، حيث استلهمت القيادة الرشيدة هذه القيم في بناء مستقبل زاهر للدولة، وتعزيز مكانتها المرموقة بين دول المنطقة والعالم، وتثبيت موقعها كواحة للأمن والسلام والاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتسامح. دولة الإمارات نموذج و قدوة يحتذيان في التسامح و قبول الآخر عملت دولة الإمارات على ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية ونبذ التمييز والكراهية، وقبول الآخر، من خلال تبني برامج وطنية بالشراكة مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية. وتعتبر دولة الإمارات اليوم نموذجاً وقدوة تحتذى في التسامح وقبول الآخر لاحتضانها أكثر من 200 جنسية على أراضيها يعيشون بانسجام ووئام، حيث يضمن القانون الحق للمقيمين في استخدام مرافق الدولة الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية أسوة بمواطنيها بدون أي تمييز. وقد عيّنت الدولة وزيراً للتسامح، يعمل على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعم الخطاب الديني المعتدل، كما تلتزم دولة الإمارات بالعديد من الاتفاقيات الدولية المعنية بالتسامح والتعايش ونبذ العنف والتطرف، منها على سبيل المثال لا الحصر: الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لعام 1974، كما أقرت دولة الإمارات العديد من التشريعات والتدابير والمبادرات والإجراءات التي تسهم في تعزيز ثقافة التسامح على المستوى الوطني، من بينها قانون «مُكافَحَةِ التَّمْييزِ والكراهية»، والذي شَمَلَ مواداً تُجرِّمُ التَّمْييزَ بينَ الأفرادِ أو الجماعاتِ على أساسِ الدينِ أو المذهبِ أو العِرْقِ أو اللونِ أو الأصل، أو اسْتغلالِ الدِّينِ في التكْفير، أو دَعْمِ الإرْهابِ مالياً. مكافحة الإرهاب و التطرف عنصر أساسي ضمن مساعي دولة الإمارات لضمان أمنها القومي و تعزيز الامن الدولي تعمل دولة الإمارات بشكل حثيث في مجال مكافحة التطرف والارهاب، حيث تعد مكافحة الإرهاب والتطرف عنصراً أساسياً ضمن مساعي دولة الإمارات لضمان أمنها القومي، وتعزيز الأمن الدولي. وقد حققت الدولة إنجازات هامة على هذا الصعيد، سواء عبر المشاركات العسكرية في التحالفات الإسلامية والدولية، أو من خلال سن القوانين المحلية التي تحاصر الإرهاب ومسبباته مثل «قانون مكافحة التمييز والكراهية»، والقانون الاتحادي المنشئ لمركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، إضافة إلى إصدار مرسوم بقانون يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز، ونبذ خطاب الكراهية، وتجريم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل . دولة الإمارات رائدة اقتصاديا و جاذبة استثماريا نجحت دولة الإمارات في بناء اقتصاد متكامل ضمن مراحل زمنية متتالية، وتمكنت من تطوير بيئة أعمال اقتصادية نشطة ومزدهرة وجاذبة للإستثمارات الأجنبية المباشرة ، وقد تصدّرت الإمارات الدول العربية في قدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام 2017، بما كرّس مكانتها كمركز تجاري استراتيجي يقدم للمستثمرين الأجانب فرصة الدخول إلى الأسواق الاقليمية، فضلا عن الحرية في تحويل الأموال والأرباح، بالإضافة إلى وجود نظم وتشريعات قانونية فعالة، ومحاكم محايدة، وقوانين وتشريعات لحماية رأس المال الأجنبي، وتعريفات جمركية منخفضة تتراوح ما بين 0 – 5 % على كافة السلع. ويمثل إكسبو دبي 2020 أحد أهم الإنجازات التي يجري العمل حالياً على تحقيقها في الأونة الأخيرة، حيث يمثل المعرض تطبيقاً فعالاً لسياسات التعاون الدولي، وذلك لدوره في توسيع وتعميق علاقات الدولة الثنائية ومتعددة الأطراف، حيث يتوقع أن يستضيف المعرض أكثر من 200 دولة مشاركة، وأكثر من 25 مليون زائر، ما يسهم في تقوية وترسيخ التفاهم الثقافي بين الأمم وتغيير المفاهيم السائدة حول المنطقة، فضلاً عن دوره في ترسيخ مكانة الدولة كمهدٍ للتكنولوجيا الناشئة وبيئة حاضنة للمشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في المنطقة. ولم تقتصر إنجازات الدولة على المستوى المحلي على الجانب الاقتصادي، وإنما تخطت إنجازات «عيال زايد» كافة التوقعات والحدود لتعانق الفضاء. ففي إنجاز تاريخي غير مسبوق، أعلنت الدولة عن إطلاق القمر الاصطناعي الإماراتي «خليفة سات» بنجاح، والذي يُعد أول قمر اصطناعي إماراتي صُنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين 100%، وذلك في خطوة تؤسس لمرحلة جديدة في قطاع الفضاء الوطني.