ما خفي عن الاتحاد العام التونسي للشغل في تقديمه لحجج الإثبات على انحدار مستوى المعيشة إلى تحت عتبة الفقر. هو أنه ما كان متاعا للجياع في حكم البايات أثناء وبعد ثورة علي بن غذاهم جاءت ثورة الحرية والكرامة فأكلت غذاءهم. ألم تكن «الخبيزة» طعاما للجياع في السنوات العجاف ودارت الأيام إلى أن «مشى الجيعان للخبيزة يلقى الغني بارك فيها»؟ ألم يكن «الهندي» ملجأ للفقراء والمساكين الذين خصتهم المجاعة غذاء مشاعا. ودارت الأيام وأصبح الهندي المخصي عصيّا على أفواه أصحاب البطون الخاوية وسلطان الغلة عند أرباب الجاه والمال والأعمال والسلطنة دون سواهم. ألم تجبر مخالب الجوع الجياع على طحن «الزقوقو» وتعصيد طحينه لسد الرمق. ودارت الأيام وأصبحت تلك العصيدة أكلة الأغنياء الأرستقراطيين لا يطالها الفقير الجائع ولا نصف الجائع. والحال أن لازقوقو ملك الدولة ألم تكن الأعشاب البرية فيها غذاء لمن لا غذاء لهم ودارت الأيام وجاءها أرباب المال والأعمال بالمبيدات لإثراء محاصيلهم ألم يكن البصل والبطاطا ولحم وبيض الدجاج ملجأ للفقراء لتأجيل أوجاع الجوع. ودارت الأيام ودارت الأيام والسنوات الثورية العجاف وأصبحنا لا نراها إلا في قفاف الميسورين والمهربين ألم تكن الروبافيكيا سترا للعراة والحفاة من القوم ودارت الأيام وأصبحت حكرا على الأغنياء وسلاطين التعاسة والمستثمرين فيها. ألم يكن الفقراء التعساء يملؤون البطون بالماء من كل.... ودارت الأيام وأقيمت السدود وخزانات المياه وأصبح الماء بالفاتورة وبسعر المياه المعدنية «صبّة» غير المعلبة كان على اتحاد الشغل أن يطالب ديوان تربية وتوفير المرعى إقامة مراع دائمة للجياع من قوم الحرية والكرامة وقد ضاع الغذاء يابن غذاهم لا أحد واساهم ولا أحد غذّاهم.