تونس (الشروق) ستحتفي ايام قرطاج المسرحية التي تنطلق اليوم السبت بالنص المسرحي من خلال ندوة سيديرها الدكتور عبدالحليم المسعودي ويشارك فيها عدد من المسرحيين الحديث عن النص المسرحي يذكرنا بعشرات الاعمال المسرحية الخالدة في الذاكرة التي ضاعت نصوصها كما يذكرنا ببعض المحاولات التوثيقية التي عرفها تاريخ المسرح التونسي نذكر من ذلك المشروع الذي اشرف عليه الدكتور محمد المديوني في فترة وزارة الاستاذ عبدالرؤوف الباسطي والذي كان يهدف الى جمع ونشر الربيتوار المسرحي لكنه توقف بعد " الثورة " وخسرت بذلك تونس مشروعا ضروريا للذاكرة المسرحية والثقافية. ففي هذا المشروع صدرت الاعمال المسرحية الكاملة لمصطفى الفارسي وسمير العيادي وترجمات توفيق عاشور والتيجاني زليلة وكتاب عزالدين المدني ومحمد السقانجي عن تاريخ التاليف المسرحي الذي يعد من المراجع الاساسية في التجربة المسرحية التونسية ونصوص حسن الزمرلي وكنا نامل ان تتواصل هذه التجربة لكنها توقفت بعد الثورة المجيدة ! تجارب انطلقت محاولات توثيق النص المسرحي ونشره منذ الستينات مع الدار التونسية للنشر والشركة التونسية للتوزيع وقد نشرت انذاك معظم النصوص المسرحية التي قدمتها فرقة بلدية تونس للتمثيل وخاصة النصوص المترجمة لموليير وشكسبير ولوركا مثل يارما وعطيل وعرس الدم وكذلك نص مراد الثالث وعهد البراق للحبيب بولعراس كما نشرت الدار التونسية للنشر والشركة التونسية للتوزيع كل نصوص عزالدين المدني مثل الحلاج والزنوج وتعازي فاطمية والمعز لدين الله الحفصي وتواصلت هذه المبادرات الى مطلع التسعينات عندما احيت الدار التونسية للنشر الماسوف عليها سلسلة مسرحية اشرف عليها المرحوم سمير العيادي نشرت فيها مجموعة من الاعمال المسرحية نذكر منها حمودة باشا لعزالدين المدني والام كوراج اقتباس سمير العيادي وقيطون لعلي الدب وغيرها . والى جانب الدار التونسية للنشر نجد تجارب اخرى منها مبادرة مجموعة سنمار في الثمانينات التي نشرت مسرحية جحا والشرق الحائر وتمثيل كلام واسماعيل باشا والبرني والعطراء التي كان وراءها توفيق الجبالي كما نشر الاسعد بن عبدالله زمن توليه ادارة المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف نص مسرحية كاف الهوى كما اسست دار سحر في بدايتها سلسلة مسرحية نشر فيها نورالدين الورغي نص مسرحية اليك يا معلمتي وسمير العيادي نص مسرحية السندباد ومحمد المديوني نص سهم كاغط التي قدمها في سليانة في السبعينات اما مجموعة فاميليا فقد نشرت بعض اعمالها مثل جنون والبحث عن عائدة وعشاق المقهى المهجور في دار الجنوب كما لا ننسى منشورات ثقافة في دار الثقافة ابن خلدون التي نشرت نص راس الغول سنة 1970 وهي المسرحية التي اعدها سمير العيادي ومحمود الارناؤوط ومحمد رجاء فرحات عن قصة لعز الدين المدني . الثروة الضائعة ان احتقار المسرحيين للنص جعلهم لا يهتمون بنشره رغم ان تكلفة النشر قياسا بالمصاريف الجملية في الانتاج المسرحي هي الاقل تكلفة ومن المفروض اليوم ان يصبح الاستظهار بنشر النص المسرحي مهما كان عدد النسخ المسحوبة شرطا ضروريا لاستكمال الحصول على الدعم او ان تحيي وزارة الثقافة مشروع المدونة المسرحية الذي بداه الدكتور محمد المديوني وكان يفترض ان يتواصل قبل ان يقبر مع مشاريع كثيرة قتلتها الثورة المجيدة فهل تشهد السنة الجديدة احياء مشروع المدونة المسرحية لانقاذ عشرات النصوص المسرحية الموزعة على كامل البلاد من الآندثار ؟