الجزائر -الشروق تغرق الساحة السياسية بالجزائر في جدل مبادرات متضاربة بين قوى المعارضة والموالاة، على خلفية الموقف من الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في أفريل2019، وأعلن رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أمس الاثنين، عن رفضه المشاركة في مؤتمر «الإجماع الوطني» الذي تخطط أحزاب الموالاة إلى تنظيمه، بقصد تأجيل موعد انتخابات الرئاسة القادمة. وقال زعيم الحزب الإسلامي المعارض، إن الحركة غير معنية بمبادرة «الإجماع الوطني»، التي يقودها السيناتور الموالي والوزير السابق عمار غول، وهو أبرز القادة المنشقين عن الحزب الإسلامي ذاته، بسبب الموقف من استمرار حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وحذر مقري في تصريحات صحفية، من «توجه السلطة الحاكمة إلى التمديد لبوتفليقة، وتجاوز آراء عموم الطبقة السياسية، بما يجهض المبادرات المطروحة لإخراج البلاد من أزمتها»، وفق تعبيره. وأبرز القيادي المعارض أن نداءه السابق بتأجيل الانتخابات الرئاسية، يخص «توفير شروط النزاهة والشفافية في إطار توافق وطني، يُفضي إلى تنظيم انتخابات ديمقراطية مفتوحة أمام جميع المتنافسين». ولكن رئيس حزب «تجمع أمل الجزائر»، عمار غول، باشر اتصالات رسمية مع رئيس الحكومة أحمد أويحيى ورئيس مجلس النواب معاذ بوشارب، لبحث تنظيم مؤتمر وطني جامع يضم قادة النقابات والأحزاب والجمعيات، لأجل «التوافق على التحديات التي تواجه البلاد، قبل الشروع في العملية الانتخابية». وقال القيادي في حزب «تجمع أمل الجزائر»، نبيل يحياوي، إن «المؤتمر في تصوره سيكون جامعًا لكل الفعاليات السياسية، وهذا المؤتمر له الأولوية، فيما تعتبر الانتخابات الرئاسية جزءا منه، فالأصل هي الندوة (المؤتمر)». وتابع يحياوي في حديث مع «الشروق» أن المؤتمر يناقش «الإجماع الوطني لبناء جزائر جديدة» بإشراف رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، ورعاية رسمية منه، حول»الرهانات والتحديات في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام والأوضاع الاجتماعية وموقع الجزائر إقليميًّا ودوليًّا». وشدد مسؤول دائرة الإعلام والاتصال في الحزب ذاته، أن غاية المؤتمر هو مشاركة مختلف الأطراف السياسية والنقابية والمدنية، وبحسب المؤشرات الأولية، فإن المبادرة تلقى ترحيبًا واسعًا ولا شك أن عدم مشاركة حزب معين، لا يؤثر »، بحسب تأكيده.