ضمن سلسلة الندوات الفكرية التي تنظّمها أيّام قرطاج المسرحية في دورتها العشرين التي ستختتم اليوم الأحد احتضنت سينما أفريكا لقاء حول المسرح الفلسطيني. تونس - الشروق: شهادات موجعة قدّمها المسرحيون الفلسطينيون المشاركون في الدورة العشرين لأيّام قرطاج المسرحية وخاصة الثنائي عرين عمري النجمة السينمائية والمسرحية وأحمد أبوسلعون أحد روّاد المسرح الفلسطيني ومؤسس فرقة المسرح الفلسطيني في منتصف السبعينات . في هذا اللقاء تعرّض المسرحيون الفلسطينون الى خصوصيات المسرح الفلسطيني وتطور الحركة المسرحية التي انتكست بسبب الاحتلال ونكبة تهجير الفلسطينيين سنة 1948 إذ تعرّض الفلسطينيون الى عملية اجتثاث منظمة استهدفت الانسان الفلسطيني وتشريده فبعد أن كانت المدن الفلسطينية مثل يافا وحيفا ونابلس والقدس ورام الله تستقبل العروض العربية تم تصحيرها لكن نجح الفنانون الفلسطينيون في الحفاظ على مسرحهم رغم الاحتلال وسجونه. في شهاداتهم تعرّض المسرحيون الفلسطينيون الى مشاكل الانتاج المسرحي في فلسطين مثل غياب الفضاءات المسرحية والرقابة الاسرائيلية وتشتت المسرحيين بين مدن الضفة الغربية وغزة والمناطق المحتلة سنة 1948 فمن يسكن في مدن وقرى قريبة للقدس محروم وممنوع من مشاهدة مسرحيات مسرح الحكواتي الذي أصبح يحمل اسم المسرح الوطني الفلسطيني . وأكدت الفنّانة عرين عمري أن الاحتلال هو الكابوس الذي يجثم على قلوب الفلسطينيين ولا يمكن أن تنسى هذا يوما واحدا فهي تعيش المنفى في فلسطين لأن الاحتلال يضع حواجز بين المدن الفلسطينية والتنقل بينها محكوم بتراخيص ممّا يحرم الفنان من حقّه في العرض للجمهور الفلسطيني وأكدت عرين عمري التي تعد احدى نجمات السينما الفلسطينية أن الهدف الأساسي للفنانين الفلسطينيين هو تثبيت حضور فلسطين في الخارطة الدولية باعتبارها قضية انسانية وقصة شعب يواجه محاولات الاجتثاث وطمس الهويٌة . المقاومة أحمد أبو سلعون الذي يعد أحد رموز المسرح الفلسطيني اعتبر أن ثمانين بالمائة من الانتاج المسرحي في فلسطين حول النكبة وأكد أن المسرح الفلسطيني نجح في فضح الأكاذيب الصهيونية في العالم وقد كان المشروع الصهيوني ومازال مبنيا على اجتثاث الفلسطينيين وتشريدهم لكن المسرحيين وكل القوى الحيّة تناضل دفاعا عن الكيان الفلسطيني رغم السجون والمطاردة. وتعرّض أحمد أبوسلعون الى المشاكل الهيكلية التي يعاني منها المسرح الفلسطيني كما لم ينجح المسرح في خلق كتاب كبار قياسا بالشّعر والقصّة والرواية ورغم مرارة الواقع وتعقيداته بسبب الاحتلال قال أحمد إن الفلسطينيين محكومون بالأمل كما قال سعدالله ونوس مشيرا الى أن وضع المسرح الفلسطيني لا يختلف عن واقع القطاعات الأخرى إذ ألقى الاحتلال بظلاله على الواقع الفلسطيني ولكن سيبقى المسرح الفلسطيني في واجهة المقاومة الثقافية دفاعا عن فلسطين الذاكرة والهوية والجغرافيا .