تحصل على جائزة افضل اخراج في الدورة العشرين من ايام قرطاج المسرحية عن مسرحية « جويف « لكن ذلك لم يمنعه من انتقاد جوائز المهرجان التي رأى انها لم تخل من «الحسابات « حسب تعبيره هو المخرج و الممثل و مدير مركز الفنون الدرامية و الركحية بالقيروان حمادي الوهايبي . تونس الشروق: حمادي الوهايبي و كما عرفه الجمهور هو ممثل و مخرج شارك في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة اخرها «شورب « كما كان له بصمة و اثرفي المسرح من ذلك «الصابرات «و «جويف « التي توجت في الدورة المنتهية من ايام قرطاج المسرحية وهي من انتاج مركز الفنون الدرامية و الركحية بالقيروان هذا العمل الذي يراه البعض مستفزا يقول عنه صاحبه « هو محاولة للتصدي الى مسألة هامّة تحتاج منّا وقفة تأمل و تأنّ تتصل بطبيعة العلاقة القائمة بين المسلمين و اليهود في تونس فانطلقنا من المقولة المستفّزة للطائفة اليهودية (يهودي حشاك) وشجبنا هذا السلوك كما شجبنا كل نظرة عنصرية أو دونية لهذه الطائفة وفي المقابل واجهنا دعوة اسرائيل لعناصر هذه الطّائفة لمغادرة وطنهم تونس والهجرة إليها ولكنّ المسرحية لا تتناول فقط هذه المسائل إذ تقوم أيضا على علاقات متشعبة أخرى وأحداث فيها ماهو من صميم الواقع وفيها ما هو مجاور له ... « المسرحية من تأليف و اخراج حمادي الوهايبي موسيقى خموس باتريك تمثيل فاتحة المهدوي وحسام الغريبي وفاتن بلحاج عمر ومحمد السايح عويشاوي، ويسر عياد ووهيبة العيدي. حول هذا العمل وخفايا جوائز المهرجان و جديده الوهايبي يتحدث للشروق: هل كنت تنتظر هذه الجائزة؟ نعم و كنت انتظر افضل منها مقارنة بالعروض المنافسة «جويف» تعد من افضل الأعمال في المسابقة و طبعا جائزة افضل اخراج مهمة فأيام قرطاج المسرحية لديها وقعها و إشعاعها و ان يتم تتويج هذا العمل في مهرجان عريق ولديه وزنه في العالم العربي و الإفريقي هذا مهم و إيجابي بالنسبة لي ... ايام قرطاج المسرحية تذكرنا بتتويج عمالقة المسرح التونسي على غرار عز الدين قنون والفاضل الجعايبي فمن المهم ان تنضاف مثل هذه التتويجات الى مسيرة الفنان لما لها من رمزية و اثر ... هذا التتويج هو الأول بالنسبة لك في ايام قرطاج المسرحية ؟ شاركت اربع مرات في ايام قرطاج المسرحية و لأول مرة اشارك في المسابقة الرسمية لكن جائزة افضل اخراج ليست الأولى بل تحصلنا ايضا على نفس الجائزة في مهرجان قفصة عن مسرحية «الصابرات» . شخصيا لا تهمني الجوائز بقدرما يهمني الإجماع على ان «جويف « عمل متكامل اداء و موسيقى و طرح جريء ... و سعيد ايضا بأننا كجيل جديد حافظنا على الأمانة التي تركها الجيل الذي سبقنا وحاولنا ان نطور التجربة و نجحنا في جزء كبير منها و الدليل ان الجمهور تقبل «الصابرات «و من بعدها «جويف «و مازلنا في طور البحث و التطوير في هذه التجربة الجديدة بالنسبة لي . هل تعتقد ان "جويف" تستحق الجائزة خاصة و ان جوائز المهرجان اثارت الكثير من الإنتقادات ممن وصفوها بتتويجات «المحابات و المجاملات «؟ «جويف» تستحق اكثر من جائزة و خاصة جائزة افضل ممثل و كان من الأجدر ان تذهب الى حسام الغريبي لكن هذا لا يعني ان جوائز المهرجان لا تشوبها شائبة و لن ننكر ان هناك بعض الحسابات عن حسن نية ان صح التعبير لذلك ادعو الى مزيد من الصرامة في اسناد الجوائز و ان كان هناك عمل واحد يستحق كل الجوائز فلتسند له و هذا معمول به في اكبر و اعرق مهرجانات العالم ... و للأسف هناك جوائز في ايام قرطاج المسرحية اسندت الى اعمال و اشخاص لا يستحقونها هل تعتقد ان الهيأة العربية للمسرح وكما ذكر عدد من زملائك هي اللجنة الخفية المؤثرة في اسناد بعض الجوائز ؟ ليست قادرة على ذلك و حتى ان حاولت لا يمكنها التدخل في ايام قرطاج المسرحية لأن المسرحيين التونسيين لن يسمحوا لها بذلك و ايضا وزير الثقافة كان واضحا في موقفه و اكد انه لا مجال لأي تدخل خارجي في الأيام باعتباره مهرجان تونسي و بتمويل تونسي الى جانب ان المسرح التونسي له الريادة و الهيأة العربية للمسرح تستشيرنا و تحتاج دعمنا . تحدثت عن الريادة لكن البعض يرون ان المسرح التونسي تراجع و هذه الصفة هي مجرد كذبة مازال البعض يصدقها ؟ هذا ليس صحيحا و من يدعي ذلك اعتبره مريضا ... صحيح ان هناك ازمة قوانين و تشريعات لكن ليس لدينا أزمة ابداع و شخصيا لديا عملان مسرحيان مشرفان يقدمان صورة جيدة و جميلة عن المسرح التونسي ... هناك ايضا عديد الأعمال التونسية المحترمة و المشرفة في تونس و في الخارج بشهادة الجميع ... و شخصيا صقلت تجربتي و كونتها من خلال التجارب التونسية فعندما اشتغلت على كتابي حول المسرح التونسي آمنت بهذه التجارب و تعلمت منها ... لكن هذا لا يعني ان هناك بعض المسرحيين القلائل ممن بقوا على حالهم و لم يتطوروا وهذا تقصير منهم . بعد جائزة افضل اخراج الى اين ستكون الوجهة القادمة ؟ الى مهرجان «مكناس» في دورته الأولى بالمغرب اليوم نشد الرحال الى الدار البيضاء و المشاركة ستكون من خلال مسرحية « جويف «