اختتمت ليلة الأحد المنقضي الدورة العشرين لأيام قرطاج المسرحية بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بعد أسبوع من العروض المسرحية الرسمية والموازية من افريقيا والمنطقة العربية وبعض التجارب الدولية الأخرى.. أسبوع شهد حضورا جماهيريا مقبولا لكن لم يرتق للإقبال، الذي كانت تحظى به أيام قرطاج المسرحية في سنوات سابقة. ولعّل كلاسيكية الاختيارات والتصورات أوقعت هذه التظاهرة العريقة في الكثير من الملابسات، التي قد تهدد هويتها فمن مستوى العروض الضعيفة في مضامينها وجمالياتها إلى البيان «المخجل» حول عرض مسرحية «يا كبير» وبطلها، الذي ظهر عاريا ضمن مشاهد العمل.. بيان ضرب وبقوة حرية الابداع المنصوص عليها في الدستور التونسي ولئن ارتجل حسين مرعي مشهده في «يا كبير» - ويمكننا مناقشة مدى توفقه في ذلك فنيا وجماليا- إلا أن «ارتجال بيان» من طرف أهم قلاع المسرح العربي والافريقي لا يمكن اعتباره موفقا بتاتا حين يتحدث «عن الأعراف» وعلاقتها بعمل فني وقد أساء كثيرا لأيام قرطاج المسرحية وتاريخها في تقديم فن بديل ومغاير. تصورات أيام قرطاج المسرحية في السنوات الأخيرة بدأت تتوه في دهاليز التدجين والاستهلاك والتبعية والأحكام الأخلاقية على الفن وإن بلغت هذه «العادات السيئة» المسرح في بلانا فأصبح الخوف على الثقافة ومختلف أشكالها أكبر... الصادم في عرض «يا كبير» لم يكن مشهد الممثل عاريا بقدر صدمتنا من موقف بعض المسرحيين التونسيين، يمارسون فنا من أدوات اشتغاله الأساسية الجسد وهم يحاكمون زميلهم أخلاقيا.. حين يصبح الفنان يبدي آراء أخلاقية في عمل إبداعي فإن أجراس الخطر قد دقت.. شهدت الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية من 8 إلى 15 ديسمبر عددا من الندوات الفكريّة منها ندوة «النشاط المسرحي المدرسي بين التربوي والفني» والتي أدارها الدكتور محمود الماجري بحضور عدد من المسرحيّين والباحثين والأكاديميّين. وخلال هذه الندوة قدم كل من معز التركي ومحمد الكشو «تجربة معهد الفنون بالعمران» فتحدث التركي عن تاريخ المعهد ومسار تأسيسه في مقدما مسرحية TRIO التي أنجزها تلاميذ المعهد سنة 2013 نموذجا عن هذه التجربة وهو عمل أشرف على كل تفصيله من الكتابة إلى الانتاج التلاميذ دون تدخل مؤطرهم. ومن بين الندوات أيام قرطاج المسرحية كذلك «الكتابة المسرحية اليوم، تحولاتها ورهاناتها في الدرامي وما بعد الدرامي» والتي استهل جلستها الأولى الأستاذ الجامعي حمدي الحمايدي بتقديم لمحة تاريخية عن ظهور مسرح ما بعد الدراما في تونس مشيرا إلى تجارب مهمة على غرار تجربة «التيارترو» لتوفيق الجبالي. أمّا التكريمات فكانت للجميع في أيام قرطاج المسرحية فبعد تكريمات الافتتاح أعد المهرجان برمجة فعاليات تكريمية، تتكرر فيها الأسماء ذاتها في مناسبات أخرى وهو ما عكس «فقر» هذه التصورات. ورغم حضور بعض الفنانين المهمين في عالم الفن الرابع من افريقيا والعالم العربي إلا أن الدورة العشرين لأيام قرطاج المسرحية لم تحقق الاشعاع المطلوب ولعّل الوضع العام للمسرح وعدم قدرته على جذب التونسيين لمشاهدة انتاجاته الأخيرة يكون السبب الأساسي وراء بهاتة «الأيام» وعدم تفاعل الجمهور مع برامجها. العطاء المسرحي كان وراء تكريم عدد من الوجوه المسرحية على غرار منى نور الدين، عبد الرحمان أبو زهراء كما نالتالهيئات والمهرجانات نصيبا من هذا التكريم وحظيت المسرحيّات التونسيّة المُتوّجة في مختلف المهرجانات المسرحيّة العربيّة والدوليّة في سنة 2018 بالتكريم كذلك. وشملت قائمة الأعمال المسرحية التونسية المتوجة في الخارج المسرحيات المحترفة والهاوية وهي: -مسرحيّة «الصبيّة والموت» من انتاج شركة «نقطة وارجع للسطر» وإخراج سميرة بوعود : جائزة أحسن ممثّلة «هناء شعشوع» بمهرجان الرّواد الدولي للمسرح بالمغرب . -مسرحيّة «فريدم هاوس» من إنتاج شركة «كاترسيس للإنتاج» وإخراج الشاذلي العرفاوي: جائزة ثاليوبيل البرنزي» بمهرجان الأردن المسرحي -مسرحيّة «الرهوط» من انتاج شركة «بيفالوآرت» وإخراج عماد الميّ: جائزة «اليوبيل الذهبي» بمهرجان الأردن المسرحي -مسرحيّة «عمر وجولييت» من انتاج «مرايا للإنتاج والتوزيع الفني» وإخراج الطاهر عيسى بالعربي: جائزة العمل المتكامل وجائزة أحسن ممثّلة ل«أسماء الوسلاتي» بمهرجان هوّارة الدولي للمسرح بالمغرب. -مسرحيّة «الأرامل» لشركة «الأسطورة» للإنتاج وإخراج وفاء الطبوبي: الجائزة البرنزيّة للعمل بمهرجان ليالي المسرح الحرّ بالأردن. -مسرحيّة «الشقف» من إنتاج مسرح الحمراء: جائزة العمل المتكامل وجائزة أحسن ممثّلة لصوفيا موسى وسناء الحمصي بمهرجان أوال الدولي بالبحرين والجائزة الذهبيّة للعمل المتكامل وجائزة أحسن سينوغرافيا وجائزة أحسن أداء رجالي لعبد المنعم شويّات وجائزة أحسن آداء نسائي لصوفيا موسى وسناء الحمصي بمهرجان المسرح الحرّ بالأردن. مسرحيّة «أسرار العشق» من إنتاج شركة «فنّ الضّفتين» وإخراج حافظ خليفة : جائزة العمل المتكامل وجائزة أحسن ممثلة لشيماء توجان بالمهرجان الدولي لأيّام كربلاء المسرحي بالعراق. -مسرحيّة «العجوز» من إنتاج شركة «أدونيس» للإنتاج المسرحي وإخراج وليد بن عبد السلام: جائزة أحسن إخراج وجائزة أحسن سينوغرافيا بمهرجان الحسين الصغيّر بالعراق وتنويه بالعمل في مهرجان كياف الدولي بأوكرانيا. -مسرحيّة «نهيّر خريف» من إنتاج شركة «خديجة» من إخراج محمد علي سعيد : جائزة أحسن إخراج وجائزة أحسن ممثّل لتوفيق البحري وجائزة أحسن ممثّلة لخليدة الشيباني بمهرجان الفيه ابن صالح بالمغرب ونفس الجوائز تحصل عليها العمل بمهرجان الورزازات بالمغرب. -مسرحيّة «ليس بعد» من إنتاج شركة «لايف» للإنتاج: جائزة أحسن ممثّل لحمّودة بن حسين وجائزة أحسن ممثّلة لإنتصار عيساوي وجائزةأحسن «سينوغرافيا» وجائزة أحسن «إخراج» بمهرجان صيف الزرقاء المسرحي بالأردن وتحصّل على نفس العمل على جائزة أحسن ممثّل ل«حمّودة بن حسين» بمهرجان الصواري المسرحي الدولي بالبحرين. -مسرحيّة «صابرة» من إنتاج «فرقة بلديّة دوز» وإخراج مكرم السنهوري: جائزة أحسن ممثّل لمحمد بالحاج وجائزة أحسن نصّ للناصر بن عون. -مسرحيّة «الحوريّات» من إنتاج شركة «كارمن» وإخراج حاتم المرعوب: جائزة أحسن ممثّلة ليسرى بن علي وجائزة أحسن ممثّل لمؤنس بوكثير بمهرجان الدّن العربي بسلطنة عمّان. والعرض العرائسي لعيّاد بن معاقل من إنتاج «المسرح الحديث للعرائس» المتحصّل على جائزة أحسن عمل عرائسي لعروض الشارع لعيّاد بن معاقل بالمهرجان العالمي للدمى بروسيا. قائمة المتوجين في أيام قرطاج المسرحية تونس تحتفظ بجائزة أفضل عمل متكامل و»تصحيح ألوان» تهدي سوريا جائزتين الجوائز الرسمية * جائزة أفضل عمل متكامل «ذاكرة قصيرة»– تونس- وحيد العجمي * جائزة أفضل إخراج حمادي لوهايبي – مسرحية «جويف»-تونس * جائزة أفضل نص سامرمحمد اسماعيل –مسرحية «تصحيح الوان» - سوريا- * جائزة أفضل سينوغرافيا جواد الاسدي –مسرحية «تقاسيم على الحياة»- العراق- * جائزة أفضل أداء نسائي سيسيل كنكوندا مسرحية «جدران جدران» - رواندا * جائزة أفضل أداء رجالي يوسف المقبل –سوريا-عن دوره في مسرحية «تصحيح ألوان» الجوائز الموازية * جائزة التنوع الثقافي المنظمة الدولية الفرانكوفونية مسرحية « rescap art» من السينغال * جائزة أحمد معاوية لأحسن هيكل منتج فن الضفتين بقبلي لحافظ خليفة * جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل تقنية «القادمون» لسامي نصري مركز الفنون الدرامية الكاف * جائزة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين «نجيبة الحمروني لحرية التعبير» «الهربة» لغازي الزغباني * جائزة أفضل عمل مسرحي للمودعين داخل المؤسسات السجنية والاصلاحية «الرجة» نادي المسرح بالسجن المدني بقفصة * جائزة الجمعية التونسية للنقاد المسرحين للمسرحي حسن المؤذن * جائزة صلاح قصب للإبداع زهيرة بن عمار رؤوف بن عمر