تَنتهي اليوم الإجازة التي منحها الإطار الفني للاعبين في سبيل التخلّص من التعب البدني والذهني للمونديال ومن المُقرّر أن تعود المجموعة يوم غد إلى التمارين في مركب المرحوم حسّان بلخوجة. الجماهير الترجية تُمني النَّفس بإستخلاص الدروس والعِبر من المُغامرة المُونديالية التي كشفت لأهل الدار عن حجم النقائص البشرية والفنية التي تَفصل الجمعية عن المُستويات العَالية. تحت الضغط من الواضح أن المُهاجم الدولي للترجي طه ياسين الخنيسي يعيش تحت الضّغط بفعل تَعطّل حاسته التهديفية خاصّة في المواعيد الدولية الكبيرة مِثل منافسات رابطة الأبطال الافريقية والكأس العالمية. فقد صَام الخنيسي عن التسجيل في المُسابقتين المذكورتين واكتفى بمُعانقة الشِّباك في البطولة المحلية وهو ما فتح باب النِّقاشات حول واقع «الماكينة» الهجومية للترجي خاصّة أن الفريق يراهن في المَقام الأوّل على قدرات طه ياسين الذي يبقى بشهادة الجميع رأس الحربة رقم واحد في «باب سويقة» وفي ساحتنا الكروية عُموما. ولاشك في أن مُرور الخنيسي بجانب الحدث في مُنافسات ضخمة بحجم رابطة الأبطال والمُونديال يضعه في مَوقف مُحرج وقد تَتعقّد الأمور أكثر إذا لم يُراجع اللاعب نفسه خاصّة أن الترجي لا ينتظر أحدا بدليل أن الإطار الفني سَحب الخنيسي من التشكيلة الأساسية في اللّقاء الثاني من المُونديال الإماراتي. وقد يُواجه الخنيسي خَطرا مُضاعفا إذا تَقرّر تعزيز الفريق بمهاجم آخر في «الميركاتو» الحالي وذلك بعد أن ساد الاعتقاد في صفوف أهل الدار بأن المنطقة الأمامية تحتاج إلى تعزيزات عاجلة وفَاعلة. وتبدو الكرة في ملعب الخنيسي ليسترجع دوره الريادي في الهجوم الأصفر والأحمر وحتى يَتفادى المجهول في نادٍ لم يَعترف يوما بالأسماء. الجدير بالذِّكر أن طه كان قد مدّد عقده مع الترجي إلى 2021 مقابل امتيازات مالية مُعتبرة وهوما يُحمّله مسؤولية أثقل ليبدع في الهجوم وليردّ الجميل للناس الذين ساندوه في فترات «الصّيام» والغِياب عن الميادين بفعل الاصابات. ملف الشباك رَغم وجود حارسين خَبيرين مثل معز بن شريفية ورامي الجريدي فإن الجدل لم يَتوقّف بشأن الشّباك الترجية. فبعد أن نال بن شريفية شهادة الاستحسان لنجاحه في «الثَأر» من «الأهلاوية» والمُساهمة في التتويج برابطة الأبطال عاد الحارس الأوّل للترجي إلى مربّع الشك بسبب الأخطاء المنسوبة إليه في لقاء العَين الإماراتي. ومن جانبه، حقّق الجريدي الامتياز في المُواجهة الترتيبية أمام «غوادالاخارا» لكن هذا التألق لن يَكفي للقضاء على «المَخاوف» التي تحوم حول مستقبل الشباك الصّفراء والحمراء. البعض يؤكد أن الفريق في حاجة إلى التفكير منذ الآن في بدائل جيّدة وتملك المؤهلات اللازمة لخلافة بن شريفية والجريدي على المدى المتوسّط والبعيد ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن الحلّ يكمن في «استقطاب» شاب واعد كما هو شأن حارس «القوابسية» والفريق الأولمبي صدقي دبشي. وفي الأثناء يعمل الإطار الفني على تعزيز الثقة في صفوف الحراس الحاليين وهم بن شريفية والجريدي والجمل هذا إلى حين «ظهور» عنصر آخر يملك امكانات عريضة تُؤهله للتواجد ضمن أكابر الترجي وليس مُهمّا إن كان هذا الاسم من الناشطين في جمعيات تونسية أخرى أومن الشبان الصّاعدين في الحديقة «ب» التي يؤكد أصحابها أنها تزخر بعدة مواهب وجب على الشعباني ومن معه من مُعاونين متابعتهم عن كثب أملا في «صِناعة» حارس من طينة كمال كرية والناصر شوشان وشكري الواعر و»جون جاك تيزيي»... وغيرهم من الأسماء التي تركت بصمة واضحة في الشباك الترجية. في الصّدارة احتلّ الترجي صَدارة الأندية التونسية في الاستفتاءات التي قام بها موقع «فوتبول داتا بيز». وجاء شيخ الأندية في المركز الثالث على الصعيد القاري وفي المَرتبة 135 على المستوى العالمي. هذه التصنيفات تخضع لقانون «النسبية» لكنّها تبقى مُهمّة من الناحيتين المعنوية والتسويقية خاصّة أن الجمعية تريد بلوغ المائوية وهي مُتوّجة بكلّ الألقاب الرياضية والمَكاسب الشرفية المُمكنة.