الكبد هو أيضا اسفنجة في مجال العواطف. هو يتعامل مع التفاعلات الخارجية. خلل في الكبد وفي الصفراء أو المرارة يؤدي إلى اضطرابات نفسية كبيرة. تسبّب طاقة الكبد الزائدة تهيّج ونفاد الصبر وفي الإثارة والغضب بما في ذلك الطغيان. على العكس من ذلك فإن حالة الخواء في الكبد تنتج التردد والقلق والإحباط. ينشط الكبد باستمرار ويتم ذلك تحت تأثير الحجاب الحاجز diaphragme وهذه الحركة ضرورية للتداول الجيد للصفراء والدم واللمف lymphe . لكي تتم هذه الحركة يحتاج الكبد إلى مساحة وغني عن القول أن البطون المنتفخة مع أعضاء ضخمة لا تقدم الظروف المؤدية إلى عمل جيّد للكبد. الكبد هو أيضا لاعب رئيسي في تنظيم الحرارة في الجسم وهو المبرد الحقيقي. تقدّر درجة حرارة التشغيل العادية بحوالي 40 درجة. هذه الحركة الدورية والحرارة العالية تسمح له بالمشاركة في المقام الأول في هضم الغذاء والقضاء على البكتيريا المسببة للأمراض والسموم وغيرها من المخلفات الأيضية والنفايات المتأتية من عملية الهضم (ومن هنا جاءت فعالية العلاج بالماء الساخن: وضعه على الكبد لمدة عشرين دقيقة). هناك ما يقارب عن 800 وظيفة للكبد وقع إحصاؤها. كبدنا هو مصنع إنتاج ومصنع معالجة ومنصة لوجستية ومركز إداري ومصنع تنقية. بعض وظائفه لا تتوقف أبدا. هو يسمح باستيعاب السكريات والبروتينات والدهون ويصنع البروتينات من الأحماض الأمينية والكوليسترول والأملاح الصفراوية التي هي الصفراء الأساسية لامتصاص الدهون. كما أنه يزيل معظم السموم التي يمتصها النظام الغذائي ويضمن مع الكلى القضاء على النفايات الناتجة عن الأيض métabolisme لدينا. هذا «الكيميائي العظيم للجسم» هو جهاز هام لدرجة أنه قادر على التجدد وذلك ما علمه الإغريق القدامى كما هو بارز في أسطورة بروميثيوس (تجيء الطيور الجارحة كل يوم لتتغذى على كبده لإطالة أمد تعذيبه إلى أجل غير مسمى ...). نحن نعرف اليوم أن كل نصف الكبد يمكن أن يتجدد إلى كبد كامل. للتذكير يتبع جسم الإنسان إيقاعًا بيولوجيًا لمدة 24 ساعة تقريبًا تتدفق خلالها الطاقة من عضو إلى آخر. بين الساعة 11 مساء والساعة 1 صباحا تسود الطاقة في الصفراء أو المرارة ثم تذهب إلى الكبد حيث تعمل حتى حوالي الساعة الثالثة صباحا. الاستيقاظ الليلي المتكرر في هذه الفترة الزمنية غالباً ما يرتبط باحتقان الكبد. فبدلا من اللجوء إلى الحبوب المنومة لمقاومة هذا الأرق علينا بالكشف عن حالة الكبد. هذا المختبر الرائع والمعقد يعمل ليلا نهارا. هو يشارك في عملية الهضم و في تركيب الكولسترول وهو المسؤول عن إفراز الصفراء وخزن الفيتامينات أ A، ود D وك K وب B (وخصوصا B12) والمعادن مثل الحديد والنحاس ويشارك في تجلط الدم ويلعب دورا رئيسيا في عملية التمثيل الغذائي للسكريات والبروتينات والدهون والعديد من التحولات الهرمونية. هو يخلّص الجسم من المواد الغذائية والجزيئات السامة التي نبتلعها ونتنفسها ومن الكحول والمخدرات إلخ..... كما يمكنه تحييد وتدمير السموم لكن هذه الأخيرة تلتصق بالدهون ويصعب التخلّص منها في حالة تشحّم الكبد.