«هنا لا يوجد شيء سوى الرمال والموت»... كلمات قليلة وصف بها الرئيس الأمريكي دونالد ترومب المشهد سوريا، والتي عكست بشكل ما السياسة التي يتبعها ترومب منذ وصوله للبيت الأبيض وهي أن «لا معارك دون مقابل» والذي يبدو (المقابل) صعب المنال في أرض الشام. ويبدو أن «رجل الصفقات» قد اصبح المشهد السوري يزعجه كثيرا ويمثل له كابوسا لا ينتهي، وضعه بين مخالب الأعداء (روسياايرانسوريا) وحتى الاصدقاء (تركيا)، لذلك يريد التخلّص منه وكما تقوم سياسته أو افكاره على الربح السريع فانه يريد مغادرة هذا المستنقع بصفة سريعة حتى يركز على الشأن الداخلي وهو الذي كان شعاره دائما «امريكا أولا». كما يبدو أن الانتخابات الأمريكية المقبلة في عام 2022 هي التي دفعت ترومب للإقدام على قرار الانسحاب من سوريا، بالإضافة إلى رغبته في تنفيذ أحد وعوده الانتخابية التي كانت بأن بلاده «لن تكون شرطي المنطقة دون مقابل». وقوع ترومب بين مخالب «الدب الروسي» الذي لا يريد اي تواجد امريكي في سوريا، و بين مخالب «الثعلب التركي» الذي لا يرضيه التواجد الامريكي الذي يمثل غطاء لأعداء انقرة وهم الاكراد ، جعله يرمي المنديل لهذين الطرفين ولسان حاله يقول «انهوا داعش ...او اقتلو بعضكم ...او اذهبوا الى الجحيم ...لا هم لي» مخيرا على الاقل في هذه الفترة المشاهدة او الوقوف كحكم من بعيد. من المتعارف عليه أن واشنطن ورغم سياسة الثور الهائج التي ينتهجها ترومب لا تغادر مكانا ما مجانا حتى وان كانت خاسرة فيه ولا شيء يرجى منه غير «الرمال والموت» كما قال ترومب، لذلك فإن هناك صفقة ما ابرمها ترومب مع نظيره التركي والتي لم تكتشف خيوطها كاملة بعد، وبين من يرى أن ترومب سلم سوريا لاردوغان حتى يضعه في مواجهة مع روسياوسوريا وبين من يرى أن ترومب سيورط قوات عربية في المستنقع السوري، تظلّ تطورات الأحداث في الاسابيع والاشهر القادمة في سوريا هي المحدّد للحقيقة الكاملة.