القدس المحتلة: (الشروق) - من مراسلنا بهاء العبدالله أثار قرار السلطة الفلسطينية المفاجئ سحب موظفيها من معبر رفح البري مع مصر، كمنفذ وحيد لقطاع غزة مع العالم تداعيات خطيرة على المصالحة الفلسطينية، والحالة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر منذ 12 عاماً. واعتبر الفصائل الفلسطينية ومواطنيين مواقع القرار ضربة قاسمة لجهود تحقيق المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من 12عامًا، وسيساهم في فصل غزة.ورفضت الفصائل الفلسطينية القرار، وقالت إن ذلك يمثل «ضربًا للجهد المصري في ملف المصالحة ويزيد من معاناة شعبنا». وأشاروا في تصريحات منفصلة وصلت «الشروق» إلى أنه سيكون له أيضًا نتائج كارثية على الأوضاع في غزة كافة. وسحبت الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية كافة موظفيها بمعبر رفح ابتداءً من صباح أمس. وطالب نبيل ذياب القيادي في حركة المبادرة الوطنية بالتراجع عن قرار سحب موظفي السلطة من معبر رفح. ودعا الجهات المعنية إلى التراجع عن قرارها بسحب موظفي السلطة من معبر رفح، حرصا على مصالح أهل غزة وإحتياجاتهم الحيوية والانسانية في مواجهة الحصار الإسرائيلي الظالم. وأشار محدثنا الى مخاطر تصاعد الهجمات الاعلامية والإجراءات المتبادلة التي تهدد بتحويل الانقسام الى انفصال خطير بين قطاع غزة والضفة الغربية لن يخدم الاالاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني. وفي مطلع نوفمبر 2017 تسلمت السلطة رسميًا معابر غزة، ضمن اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة آنذاك.ويرى محللون سياسيون في أحاديث منفصلة ل «الشروق» أن الأيام المقبلة ستشهد خطوات أخرى على طريق فصل غزة عن الضفة، لكن المواطن في القطاع سيكون المتضرر الأبرز من تلك الإجراءات. ودعا المحللون لموقف موحد من الفصائل لمواجهة خطوات السلطة بالقطاع، مُحذّرين من أن فصل غزة عن الضفة مخطط تسعى «إسرائيل» لتطبيقه منذ سنوات. ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن انسحاب السلطة عن معبر رفح «انتهاء لآخر أمل في تحقيق اتفاق المصالحة المُوقع في أكتوبر 2017، والذي كان هشًا منذ البداية». ويرى عطا الله ل«الشروق» أن الساحة الفلسطينية «عادت إلى ما قبل نقطة الصفر».ويُرجّح الكاتب أن تشهد الأيام المقبلة فعلًا ورد فعل من السلطة وحركة حماس تعبر عن حالة الغضب، مضيفًا «وسنكتشف بعدها أن ذلك أسهم بفصل غزة عن الضفة، وهو ما تريده إسرائيل».ويشير عطا الله إلى ضرورة عقد لقاء عاجل بين كل الفصائل لوضع المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية على الطاولة، والتفكير بمواجهتها بشكل جماعي.