تونس-الشروق: دخل امس أعضاء الجامعة العامة للتعليم الثانوي في اعتصام مفتوح داخل مقر وزارة التربية احتجاجا على ما اعتبروه لامبالاة من الحكومة وسلطة الاشراف تجاه وضعية المؤسسات التربوية «المتفجرة» وما يهدد السنة الدراسية من «اخفاق ينذر بعواقب وخيمة». وارجعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي قرار اعتصامها المفتوح بمعيّة عدد من الكتاب العامين للفروع الجامعية لتونس الكبرى ، الى اختيار وزارة التربية وفق تعبيرها لنهج التصعيد والمكابرة والدفع بالأزمة الى منتهاها دون مراعاة مصير الآلاف من التلاميذ ومحاولاتها المتكررة تأليب الرأي العام ضد المدرسين وتشويه تحركاتهم علاوة على رفضها الجلوس معها على طاولة التفاوض. وأكد الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي فخري السميطي في تصريح ل«الشروق» ان اعلان وزير التربية حاتم بن سالم رفضه الجلوس على طاولة التفاوض مع الجامعة العامة للتعليم الثانوي والاكتفاء فقط بطلب التفاوض مع الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اثار استنفار أبناء القطاع الذي اعتبروه موقفا غريبا عن كل ادبيات التفاوض. وأضاف فخري السميطي ان موقف وزير التربية « المعادي» للمدرسين ينم عن عجزه عن إيجاد الحلول الممكنة وعن إدارة اكبر مرفق عمومي في الوظيفة العمومية ، ولا يصدر عن مسؤول يجب ان تكون سمته العقلانية والاتزان ، كما ان هذا الموقف يكشف عن رغبة دفينة في الانتقام والتشفي من قطاع التعليم الثانوي ومن مدرسيه ولا يمكن ان يصدر الا عن لا مبالاة واستهتار بمصير الآلاف من التلاميذ على حد تعبيره. وأشار عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي ان قرار الاعتصام المفتوح جاء بعد نفاد صبر العاملين بالقطاع والتلاميذ في إيجاد حلول مع وزارة التربية التي التزمت الصمت المريب رغم ان شبح السنة البيضاء بات يهدد السنة الدراسية اكثر من أي وقت مضى في ظل عدم اجراء امتحانات الثلاثي الاول وكذلك الثلاثي الثاني. وفي تعليقه عن «الانتفاضة التلمذية» التي تعيشها مختلف المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بكافة ولايات الجمهورية ، اوضح فخري السميطي ان اضراب التلاميذ وتحركهم الاحتجاجي السلمي هو حق مشروع وهو مآل طبيعي ومنطقي امام صمت وزارة التربية مشيرا الى ان التلاميذ بلغوا من الوعي ما جعلهم يدركون من هو المتسبب الحقيقي في الأزمة الحاصلة ولعل الشعارات التي رفعت امس بجهة صفاقس ضد الوزير خير دليل على ذلك. وللتذكير فان الجامعة العامة للتعليم الثانوي كانت قد أقرّت سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي تنطلق غدا بيوم غضب على مستوى مركزي وداخل الجهات على أن تنظم يوم 6 فيفري القادم يوم غضب وطني مع مواصلتها مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني.