«الشروق» مكتب الساحل: مصطلحات الخطاب السياسي التونسي المعاصر، كتاب طريف للأستاذ جلال بن سعد، صدر مؤخّرا تزامنا مع حلول الذكرى الثامنة للثورة، وفيه جرد لمصطلحات كثيرة طفت على السطح منذ بدء الاحتجاجات التي أدّت إلى ما انتهت إليه الأمور يوم 14 جانفي 2011 وصولا إلى موفى سنة 2018. الكتاب الذي يقع في أكثر من 500 صفحة من الحجم الكبير قدّم له الدكتور المؤرّخ خالد عبيد يمزج بين التاريخ واللغة، غايته توثيقية بالأساسويرتكز على المصطلحات التي راجت والشعارات التي رُفعت إبان الثورة بدءا ب «التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق» ثمّ «شغل، حرية، كرامة وطنية» و»ديقاج» و«game over» وغيرها من الشعارات التي رافقت الاحتجاجات الشعبية، وصولا إلى المصطلحات التي رافقت عمل المجلس التأسيسي وكتابة الدستور ثمّ الحوار الوطني وما نتج عنه، وهي مصطلحات تمسّ المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية أيضا. وقال مؤلّف الكتاب الأستاذ جلال بن سعد إنّ الفكرة مستوحاة من كتاب «مصطلحات الخطاب السياسي عند خير الدين» للأستاذ أحمد عبد السلام، معتبرا أنّ تونس في حاجة اليوم إلى تحيين معجمها السياسي وإلى توثيق ما حصل خلال هذه السنوات. واعتمد المؤلف منهجية بسيطة في إخراج هذا العمل حيث ينطلق من المصطلح فيقدّم معناه اللغوي ثمّ معناه الاصطلاحي ويرفقه بصورة أو مقال ورد فيه ذلك المصطلح لأول مرة حتى يكون لكل مصطلح مرجعيته، تاركا للمؤرخين مهمّة تأصيل تلك المصطلحات وتنزيلها في سياقها ضمن كلّ متكامل. وقال المؤرخ خالد عبيد إنّ فكرة الكتاب «طريفة، والطرافة تكمن في أنّ المصطلحات والشعارات والكلمات التي ظهرت خلال تلك الفترة حاول توثيقها وكان يتوقف عند المصطلحات ويفسّرها ويتابعها بالإحصاء والأرقام، رؤيته في ذلك أن يوفّر للأجيال القادمة مادّة ورقيّة لأن الكتاب يبقى دائما وثيقة تذكّرنا بما نسينا». الكتاب تضمّن جهدا توثيقيا وتحليليا واضحا أنفق فيه مؤلّفه سبع سنوات من العمل والبحث والجهد، ليُضاف هذا الإصدار إلى المكتبة التونسية مرجعا للأجيال القادمة وللباحثين عن حيثيات ما حصل من أحداث خلال هذه السنوات المفصلية من تاريخ تونس.