الكتاب رصد تأريخي لفكرة التاريخ والكتابة التاريخيّة عند العرب، وكيف تطورت منذ طريقة الإسناد في رواية الحديث ونقل الخبر في السير والتراجم والمغازي إلى اعتماد مناهج البحث الأكاديميةّ الحديثة. وكانت نواة هذا الكتاب صدرت، أول مرة، في سنة 2001 في صورة كتيب بعنوان "التأريخ ومدارسه في الغرب وعند العرب"، صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب للدكتور وجيه كوثراني عنوانه: "تاريخ التأريخ: اتجاهات، مدارس، مناهج". ويبحث هذا الكتاب في فكرة المعرفة التاريخيّة في ضوء طرائق التفكير العلمي، وفي إشكاليّة وصف التاريخ بِ "العلم". والكتاب رصد تأريخي لفكرة التاريخ والكتابة التاريخيّة عند العرب، وكيف تطورت منذ طريقة الإسناد في رواية الحديث ونقل الخبر في السير والتراجم والمغازي إلى اعتماد مناهج البحث الأكاديميةّ الحديثة. وكانت نواة هذا الكتاب صدرت، أول مرة، في سنة 2001 في صورة كتيب بعنوان "التأريخ ومدارسه في الغرب وعند العرب"، غير أن هذا الكتاب يعتبر جديدًا تمامًا، ومتكاملًا، فهو يجول في المدارس التاريخيّة الغربيّة كالمدرسة الوثائقيّة والمنهجيّة التي انبثقت من المدرسة الوضعانيّة، والمدرسة الماركسيّة، ومدرسة الحوليات الفرنسيّة. وفوق ذلك فالكاتب يناقش، من خلال قراءات ومراجعات نقديّة، منهجيّة ومفهوميّة، مؤرخين عربًا وباحثين معروفين في ميدان تاريخ الأفكار والفلسفة السياسيّة والاجتماع السياسي أمثال قسطنطين زريق وعبد العزيز الدوري ونقولا زيادة وزين نور الدين زين وطريف الخالدي ورضوان السيد ومحمد عابد الجابري وناصيف نصار. احتوى الكتاب مدخلًا منهجيًّا وثلاثة أقسام وخاتمة، فضلًا عن قائمة المراجع والفهرس، وجاء في 448 صفحة. أما المدخل فقد تضمن بحوثًا في أصل مفردة التاريخ، وفي تطور معناها الاصطلاحي في الثقافتين اللاتينيّة والعربيّة، ومقارنة وافية بين مصطلح "أسطوريا" اليوناني ومفردة "أسطورة" العربية. ثم يناقش المؤلف، من بين الموضوعات المختلفة، الأفكار التي عرضها المؤرخ اللبناني أسد رستم في شأن قواعد الجرح والتعديل، وكذلك تحفّظ ابن رشد عن طريقة الجرح والتعديل، ويعقد مقارنة بين الاثنين، ليخلص إلى نتائج واضحة عن عمليّة التاريخ، ومدى استقلاليّته، وعلاقته بالعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة. الوسط التونسية - 8 جانفي 2012