يواجه النظام السعودي بعيد اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بتركيا حملة شعواء هوجاء من لدن النظام التركي.. بعد قيام مخابراته المتمكنة من رصد وتسجيل تفعيلته الدرامية بالصوت والصورة بداية من دخول هذا المعارض السعودي المقيم بأمريكا والحامل لجنسيتها قنصلية بلاده بجرأة ودون وجل أو خوف وبعد حوار مع بعض الرجال المتواجدين هناك طلبوا منه الرجوع إلى السعودية فرفض بشدة فتعالى صخب الشجار والعراك وفي هذه الدوامة من العنف تم قتله ثم التخلص من جثته... هذا باختصار ما روجه الإعلام التركي فانتشر كالنار في الهشيم في دوائر الإعلام العالمي.. كما تبين في زحمة هذا الحدث وما فجّره من حملات إدانة وتشهير بالنظام السعودي بقيادة النظام التركي بأن الملك السعودي سلمان لا علم له بهذا الخطب الإجرامي عندها انحصرت الإدانة والتهمة في ابنه وولي عهده محمد.. ولما أخذ التحقيق مجراه صرّح الوكيل العام للنيابة السعودية في ندوة صحفية بأن نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق أمر بإعادة خاشقجي إلى السعودية بالرضا أو بالقوة، وأن ولي العهد لا صلة له بهذه القضية كما طالب وكيل النيابة العامة شلعان الشعلان من تركيا شهادة من الشهود ونسخة من محتويات هاتف الضحية ونسخة من التسجيلات المجاور لمبنى القنصلية السعودية بتركيا لكن وزير الخارجية التركي تمسّك بأولوية الكشف عن الرؤوس الكبيرة في القيادة السعودية التي خططت وأصدرت الأمر لتصفية خاشقجي ولوّح بمواصلة التعاون مع المجتمع الدولي.. لكشف الحقيقة الكاملة حتى لا يتمكّن القضاء السعودي من تسطيح أحداث القضية وإغلاق ملفها الخارق لثوابت القيم الإنسانية والقانونية... هذا الموقف المتشنج والمراوغ من قبل النظام التركي وجد صداه في وسائل الإعلام القطرية وموقف نظامها المتجانس مع الموقف التركي رغم بروز مواقف القبول بالتوجه السعودي إلى القضاء للفصل في هذه المأساة من قبل عدد من الأقطار العربية وجانب من الدول الغربية بداية من فرنسا.. مما جسّم حالة من التباعد والتقاطع بين الموقف التركي القطري وغالب المواقف العربية والأجنبية تجاه هذه القضية الإجرامية الشائكة والتي جعلت منها تركيا وجليستها قطر، فأية رواية لتصفية الحساب مع عدد من القيادات العربية التي توحّدت لفرض الحصار على قطر نتيجة دورها مع تركيا عبر الربيع العبري الذي قام بزعزعة أركان المجتمع العربي والدفع به إلى حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس في القطرين السوري والعراقي وألحق جسيم الأضرار الفادحة في عدد من الأقطار العربية عبر الفوضى الخلاقة والاقتتال الطائفي الشنيع إذ تولّت الطائرات التركية والقطرية نقل الشباب السلفي من ليبيا وغيرها إلى مطار تركي قرب الحدود السورية والعراقية للزج به في هذه الفتنة القاتلة لكن سوريا والعراق تمكنتا بعد قتال مرير من الانتصار على هذه الفلول الإرهابية وشفعت بتحرك الشعب المصري بدعم من جيشه العريق من إسقاط حكم الإخوان وعلى ضفاف هذه الانتصارات بدأ صرح الربيع المزعوم في الانهيار وهذه الفاجعة الدموية والاجتماعية الاقتصادية دفعت بدول الخليج الأربع للتحالف مع مصر والاستقواء بجيشها وهذا ما أشار إليه رئيس مصر في خطابه الحماسي الأخير بأن مصر وجيشها الأمين القوي سيرد الصاع صاعين لو شنت حرب استباقية على دول الخليج من طرف أقطار مجاورة تريد فرض الوصاية على الأمة العربية وجملة ثرواتها وعقيدتها الدينية وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا هو نفس الموقف الذي تباشره الجزائر بلد المليون شهيد وجيشها القوي المتين لدحر الإرهاب والعمل على تقليص خطورته في الدول المجاورة مثل ليبيا الجريحة.