تونس (الشروق) أنهى الروائي التونسي محمد عيسى المؤدب، مؤخرا، كتابة روايته الجديدة "حمام الذهب"، وأرسلها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يجري طبعها خلال هذه الفترة عن دار ميسكيلياني للنّشر والتّوزيع، ببيروت، لتصدر خلال الأسابيع القليلة القادمة. "حمام الذهب"، هو العمل السادس للكاتب التونسي، أصيل منطقة صاحب الجبل من معتمدية الهوارية بالوطن القبلي، بعد مجموعتيه القصصيتين "عرس النار" (1995)، و"أيّة امرأة أكون" (1999)، ورواية "في المعتقل" (2013)، ومؤلفه النقدي "نصوص منسية في الأدب التونسي الحديث" (2016)، وروايته الأخيرة "جهاد ناعم" (2017) التي أعتمدت في الجامعات الجزائرية في رسائل ختم الدروس الجامعية، ومن هذا المنطلق ستكون رواية "حمام الذهب"، ثالث روايات الأديب محمد عيسى المؤدب. وإذا كانت رواية جهاد ناعم قد فتحت ملفّ الإرهاب والتطرّف الدّيني، فإن الرواية الجديدة لمحمد عيسى المؤدب، تطرح سؤالا مهمّا في الرّاهن التّونسي والعالمي، ألا وهو "كيف ينتصر الحبّ على الكراهيّة بين الأديان وتحديدا بين الإسلام واليهوديّة؟"، هكذا اختصر صاحب الرواية، إشكالية نصه. وأضاف محدثنا: "رواية حمّام الذّهب تسرد وقائع من تاريخ يهود تونس في حيّ الحارة أو حارة اليهود انطلاقا من القرن السّابع عشر أي منذ مجيئهم إلى تونس هربا من مدينة قرنة ليفورنو في إيطاليا إلى حدود سنة 2010.. وترتبط هذه الوقائع بأسطورة حمّام الذّهب القريب من سيدي محرز، أسطورة ظلّت عالقة بالمخيال الشّعبي الشّفوي وتحوم حولها الكثير من الأسرار الغامضة منها: لماذا تمنع اليوم النّساء من دخول حمّام الذّهب، بلّاع الصّبايا؟ وما حقيقة صفة الذّهب التي ارتبطت بالحمّام المحاذي لسيدي محرز؟" وأبرز المؤدب، أن الشّخصيّات (سعد، هيلين، جوهر، لارا) في روايته الجديدة تسرد ما عاشه اليهود من محن ثمّ اضطرارهم إلى الهروب إلى مارسيليا أثناء حرب الأيام الستّة وما أخفوه في الأرض التي بني عليها حمّام الذّهب.. والروّاية بذلك – والقول لمحدثنا –"هي رحلة بحث عن تاريخ منسيّ او عن سرّ يكشف في آخر الرّواية.. وهي تكشف عن تمسّك يهود تونس بالهويّة التونسيّة رغم اضطرار أغلبهم إلى مغادرة حيّ الحارة أو حارة اليهود في ظروف نفسيّة واجتماعيّة قاسية". وأوضح صاحب "حمام الذهب"، أن روايته تقوم على شخصيتين رئيسيتين، وهما سعد الطالب التونسي المسلم الذي يعيش قصة حب مجنونة مع "هيلين" الطالبة اليهودية التي تعود إلى تونس لدراسة التاريخ وتحديدا تاريخ اليهود وتاريخ حمام الذهب. كما شدد محدثنا على أن روايته تجمع بين التاريخ والحاضر، وتحضر الواقعية السحرية، في كثير من فصولها، في استحضار لحقيقة حمام الذهب، من وجهات نظر تاريخية وأسطورية وواقعية، فتمزج واقع يهود تونس بالحكايات الشعبية والأساطير، على حد تعبيره. وكشف الروائي محمد عيسى المؤدب أن رواية "حمام الذهب"، تحتفي بأمكنة محليّة تونسية على غرار، "صبّاط الدزيري" والمدينة العتيقة، وسيدي محرز وحمام الذهب، وشارع مرسيليا، وشارع الحبيب بورقيبة، والقصرين، وجربة، كما تحتفي بأمكنة أوروبية، وتحديدا مدينة مرسيليا وخاصة ميناءها وحي "لو بانير"...