بهم تغنو ولهم شدوا بأجمل الكلمات وأصدق العبارات فأهدوهم «هذي غناية ليهم من القلب تحييهم» اهداء لاهالي سفوح جبال سمامة بالقصرين هكذا كان افتتاح تظاهرة «هاذي غناية ليهم» في سهرة أول أمس الأحد بمدينة الثقافة أثثها كل من بوشناق والجبالي والمهدي... تونس «الشروق» إلى هؤلاء الذين يعيشون في سفوح الجبال الشامخة الى هؤلاء المهمشين المنسيين الذين يعانون في صمت اليهم تعود مداخيل تظاهرة هاذي غناية ليهم التي انطلقت يوم 3 فيفري بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة وتتواصل الى غاية 7 من نفس الشهر وهي فكرة للفنان ماهر الهرماسي ابن الجهة واختار قصدا عنوان التظاهرة من الأغنية الشهيرة للفنان لطفي بوشناق «هذي غناية ليهم»لما فيه من معاني ومقاصد تعكس صورة العائلات التونسية التي تعيش في جبال القصرين بوشناق الذي أبدع كلمة ولحنا في هذه الأغنية كان يعي جيدا مقصده من هاته الكلمات «هذي غناية ليهم... من الڨلب تحييّهم اللي عايشين لينا ولا ريف ولا مدينة لولا عرق يديهم، ويذوبوا كالشمعة ويخبيّو الدمعة على عيون أهاليهم الناس اللي تعاني.. ونساتهم الأغاني.. هذي غناية ليهم» ولا يمكن ان يشكك احد في الحس التضامني للتونسي فالحفل انطلق امام شبابيك مغلقة وجل تذاكر الإفتتاح قد تم بيعها وهناك من اقتنى ما يزيد عن 250 تذكرة دعما للمبادرة كما أكّد ذلك صاحب المبادرة ماهر الهرماسي. افتتاح التظاهرة أمنتها الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد لسود التي صاحبت جل الفنانين الذين بادروا بالمشاركة في هذا الحفل الخيري وكانت البداية بقراءات شعرية لياسين الحمزاوي ثم كانت الوصلة الغنائية الأولى من نصيب الفنان منير المهدي الذي عبر عن سعادته بمشاركته في هذا الحفل الخيري ثم اطلق العنان لحنجرته التي أغدقت على الجمهور بأجمل الأغاني على غرار «بغير هواها لا ارتضي» و«ياناس حبوا الناس»التي تفاعل معها الحضور حد الانتشاء لما فيها من حكم وعبر... وعلى هتاف الجمهور اعتلى الفنان لطفي بوشناق مسرح الأوبرا محييا أهالي الجبال بكلمات أغنيته «نغني كما قبل غنى الرعاة نغني الى آخر الأغنيات نغني لنحيي وتحيى الحياة ...» كلمات اثرت في الجمهور حد البكاء .. هكذا هو بوشناق الذي عرف بأغنياته المعبرة وتأثيره الكبير في جمهوره ومن منا لا يعرف «الكراسي» التي أبكته وأبكت الآلاف ... بوشناق عانق الإبداع وهو ينتقل بين أغنياته التي أحبها الناس ورددها على غرار «انت شمسي» و«ريتك ما نعرف وين»و«نساية» ولصادق ثرية ردد «كي ضيق بيك الدهر يا مزيانة» ... وانقلبت الأجواء مع هالة الهرماسي التي قدمت للجمهور من اجمل ما غنت السيدة نعمة «ما عندي والي» و«هو لسمر» ليكون مسك الختام مع الفنان محمد الجبالي الذي كان سخيا ولم يبخل على جمهوره بأجمل ما غنى طوال مسيرته على غرار «خليني جنبك» و«نظرة عينيك قاتلة» و«آش السر الي فيك» و«يا قمر» و«يا حنين»... وكما عرف الجبالي بآدائه الجيد للفنان عبد الحليم حافظ وبطلب من الجمهور أدى أغنية «جانى الهوى» التي استمتع بها الجمهور وسافر على متن كلماتها وإيقاعها الى ذاك الزمن الجميل .. هكذا كانت هبة التونسيين من أجل مساندة أهالي الجبال في القصرين حضروا بالمئات الى قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة ولن تكتف مبادرة «هذي غناية ليهم» بحفل واحد في العاصمة بل ستتواصل على امتداد خمسة أيام من الأحد 3 فيفري الى الخميس 7 فيفري بمجموعة من الحفلات منها 3 عروض بولاية القصرين.