في الوقت الذي انتظر فيه الجميع انتفاض «الهَمهاما» على الوضع المَرير، نَشبت عَاصفة قَوية ومن شأنها أن تُهدّد مُستقبل الجمعية المُتخلية عن مدرّبها «جيرار بوشار» والأخطر من ذلك أنها قد تَخسر مجهودات رئيسها الفاضل بن حمزة خاصّة في ظلّ إصراره إلحاحا على الرّحيل. وفي ظلّ تأزّم الأمور، تَحدّثت «الشروق» مع بن حمزة في سبيل تشريح الوضع الراهن في «بوقرنين» المُتعوّد على مُقاومة أعنف الأزمات وَتَجاوز أصعب «الغَصرات». وضع لا يُطاق في مُستهلّ كلامه أكد بن حمزة أنه قدّم فِعلا استقالته للسّلطات الجهوية حتى تكون الولاية على إطلاع بإنفصاله الرسمي عن الجمعية وتُبادر بإتّخاذ الإجراءات الضرورية لمُجابهة الفراغ الحاصل بعد انسحابه من منصبه لعدّة إعتبارات مَوضوعية. وفي سياق تَفسيره لأسباب هذه الإستقالة قال بن حمزة إن قرار رحليه لم يَكن نَاجما عن هزيمة الكأس أمام الملعب القابسي وإنّما هو نتيجة منطقة وحَتمية للعراقيل والعوائق التي يُواجهها فريق الضّاحية الجنوبية منذ فترة ليست بالقَصيرة. ويَعتبر بن حمزة أن العمل على رأس «الهمهاما» أصبح أمرا مُستحيلا نتيجة تَعفّن الأجواء بفعل «الفايسبوكيين» والمُهاجمين للهيئة المديرة دون أن يُقدّموا دينارا واحدا لدعم الجمعية التي تُصارع الظروف بفضل إجتهادات المُسيّرين. ويُؤكد بن حمزة أنه لم يَعد مُستعدّا لتحمّل السب والشّتم من قبل هؤلاء في الوقت الذي يعرف فيه أهل الدار أن إدارته ضحّت بالكثير من أجل إعادة «الهمهاما» إلى الأضواء بعد النزول إلى منطقة الظلّ. ويُضيف بن حمزة أنه بذل الغَالي والنفيس من أجل عيون الفريق لكنّه لم يجد غير الجحود من قبل فئة من المُحبين الذين برعوا في كَيل الاتّهامات. ويُشير بن حمزة إلى أن هذه الهُجومات تَتزامن مع أزمة خَانقة في التَمويلات وهو ما يدفعه إلى رمي المنديل دون تردّد ويؤكد صراحة بأنه أصبح عاجزا كُليا عن مواصلة المشوار. شكر لهؤلاء لا يَضع بن حمزة الجميع في خَانة المُعرقلين و»المُشوّشين» بل أنه يؤكد الدور البارز والفاعل للغالبية الساحقة من أحباء الجمعية فَضلا عن المساندة المعنوية التي وجدها من قبل عدة أشخاص أبرزهم فيصل بوستة المُتشبّث ببقاء الرئيس مِثله مثل «الكابتن» خالد حسني الذي «يتزعّم» قائمة الرياضيين المُطالبين بإثناء بن حمزة عن قراره وذلك من باب تكريس الإستقرار وتفاديا لشبح الفراغ في هذه الفترة المِفصلية من مسيرة «الهمهاما» البَاحثة عن البقاء في الرابطة الأولى. أمّا بخصوص الرؤساء والمسؤولين القدامى فإن بن حمزة يؤكد أنّهم اكتفوا بتوفير الدّعم المعنوي ولم ير من مُساعداتهم المالية غير الكَلام.