هو صاحب مسيرة متفردة.. مسيرة تنتصر للهوية التونسية في كل انتاجاته الغنائية.. مسيرة أسس لها في رحاب الرشيدية التي كان من أبرز وأنجب تلاميذها قبل ان يحلق في الأفق الرحب مغردا بأحلى وارق النغمات التونسية الاصيلة التي جعلت منه أحد رواد اللون التونسي الأصيل. هو المطرب الزين الحداد الذي اختار الغناء هواية له وليس وسيلة للاسترزاق كسب الزين الحداد الرهان صوتا تونسيا اصيلا في تونس وعلى المستوى العربي.. صوت دائم البحث عن الجديد الفني ومن هذا الجديد تجربة الغناء الغربي * خضت تجربة الغناء الغربي، هل كان ذلك عن اقتناع منك؟ أودّ أن أصارحك بأن تجربتي الخاصّة في الغناء الغربي هي باقتناع تام وخاصّة وأنّي أعدت أغنية للرائع الكبير خوليو إغليسياس (je n'ai pas changé) وهي موجودة على صفحتي بالفايسبوك وهي تجربة أردت أن أقوم بها في نطاق التنويع مثل غيري من الفنانين المشارقة أو الغربيين الذين يعيدون بعض الأعمال لعمالقة الطرب. وقد تمّ تقديمها في قناة نسمة ضمن برنامج Week-end Nesma وكذلك في بعض المحطات الإذاعية وللحكم على التجربة يرجى الاستماع لهذه الأغنية وللحديث بقية. كما أودّ أن أشير وأنّه إلى جانب الأغاني التونسية الجديدة التي أنتجتها مؤخرا مثل «يا ناكرة» كلمات وألحان الأزهر شعير، وأغنية «كانت معاي» كلمات صلاح الخليفي ألحان عادل بندقة وسوف أفاجئ الجمهور مرّة أخرى بتقديم أغنية فرنسية تونسية. * كيف تقبلت الساحة الفنية هذه التجربة؟ بكل تشجيع من طرف عديد الفنانين الذين تفاجؤوا حيث أن الفكرة التي يحملها عنّي الزملاء وأنّي لا أغنّي إلاّ اللون التونسي وهو ما خلق نوعا من المفاجأة حتّى لدى الإعلاميين. * هناك من كان تفاعله سلبيا مع التجربة؟ بالطبع رضاء الناس غاية لا تدرك وأنا أحترم مواقفهم وأظن وأنّهم لم يسمعوا الأغنية وبدون إطالة هذه الأغنية هي تجربة أردت أن أستمتع بها شخصيا وأمتع بها أحبائي وكل من تستهويه الأغنية الأصيلة سواء كانت تونسية، شرقية أو غربية. * كيف يبدو المشهد الموسيقي التونسي اليوم؟ هو خليط تغلب عليه الرداءة في قمة معانيها. * تونس اليوم ما لها وما عليها من وجهة نظرك؟ تونسنا العزيزة تمر بفترات عصيبة لها علينا الكثير وخاصّة المثقفين والفنانين إذ ليس من المعقول أن تنهار أخلاقيا وذوقيا واجتماعيا واقتصاديا ممّا خلق تراجعا ملحوظا في أغلب الميادين وجعل الناس تتساءل: «هل قمنا بثورة لنصل إلى هذا المآل» ؟. * ما هي قراءتك للحراك السياسي في تونس اليوم؟ تونس اليوم هي عبارة على سوق ودلال تباع فيه القيم والمبادئ فما ألاحظه أن الحسابات الضيّقة وخاصّة الحزبية قد طغت على عقول السياسيين وهمهم الوحيد هو الانتخابات القادمة والحكم في ظلّ هذه الحسابات تبقى تونس تائهة كالمركب التائه في عرض البحار ودليلي على ذلك التجاذبات بين الأحزاب سواء في الهيئات الدستورية أو في سَنْ القوانين والتشريعات بمجلس النواب وتبقى المصلحة الوطنية من آخر اهتماماتهم. * هل يغريك أن تكون أحد رجال السياسة؟ لا أتمنى ذلك، فالسياسة هي موهبة وتجربة تكسب بالممارسة. * كثرة الأحزاب نقمة أم نعمة؟ بالطبع هي نقمة خاصة لما تكون بالعشرات وليس لها برامج. * أعلنت الحرب على القنوات التلفزية التونسية التي همشت الشأن الثقافي واتجهت إلى الحوارات السياسية؟ ما لاحظته وأنّه نظرا لكثرة القنوات التلفزية تسعى كل قناة لجلب المشاهد لمتابعتها وذلك من خلال الإثارة أثناء الحوارات التلفزية إلى حين يصل الحوار إلى حدّ التهجّم والخروج عن الموضوع. * بعد هذه المسيرة في الموسيقى، هل هناك محطة تودّ إسقاطها من الذاكرة؟ لا تنسى يا صديقي أنّ دخولي للميدان الموسيقي كان من باب الهواية وبقيت إلى حدّ الآن أستمتع بممارستي للموسيقى كهاو لا أسترزق منه بحكم أنّ لي شغلا وبالتالي فكلّ الفترات التي عشتها فيه منذ بداياتي في مدينة القيروان مرورا بانتمائي للرشيدية وصولا لهذه المرحلة (وكلّها تمتد على مدى ثلاث وأربعين سنة) لا أودّ أن أسقط منها أي يوم كلّها ذات نكهة حتّى ولو يعود الزمن إلى الوراء فإنّي سأختار طريق الهواية أي نفس المسار. * شهر رمضان على الأبواب ألك استعدادات خاصّة؟ كما تعلم كنت أنتجت في السنة الفارطة بالتعاون مع مجموعتي الموسيقية عرض «قطوف عربية» وهو عرض يجمع بين الأغاني الصوفية والدينية التونسية والعربية وقدمناه في عديد السهرات الرمضانية، لكن هذه السنة لنا مشروع جديد يتمثل في تقديم عرض كامل من المالوف أتمنى أن يحظى باهتمام المشرفين على العروض الرمضانية نظرا لقيمة محتواه بالنسبة للجمهور أو الذاكرة الشعبية. * الإحباط شعور سلبي في مسيرة الإنسان، ألم تعشه في لحظة ما؟ بالطبع عشته أثناء الدراسة أو حتّى بعد ذلك وحتّى خلال هذه السنوات عندما تجد الصّد من بعض وسائل الإعلام رغم أنّك تنتج الجديد الذي فيه تنوّع واجتهاد وبحث لكن تجد بعض وسائل الإعلام تولي ذلك الاهتمام المستحق وتجدها تبث التفاهات بحثا عن الإثارة ومتناسية الجانب التثقيفي. * أي اللحظات التي تجعل الزين الحداد يعيش الفرح؟ عندما أرى بشائر الفرح على وجه غيري ويكون ذلك بحركة أو بعمل أو حتّى بضحكة للآخر. * واللحظة التي يعيش فيها الزين الحداد الألم والحسرة؟ بالطبع عندما تعيش موقفا حزينا ولا تستطيع أن تغيره. * هل هناك من ظلمته وتودّ مصالحته؟ لا أتذكر ذلك، لكن إن كان هناك من ظلمته فإني أتقدّم له بكل اعتذاري والعفو من شيم الكبار.