أمواج بشرية كبيرة "احتلّت" أمس بحيرة تونس إحتفاءً بمائوية الترجي. وقد فاقت أعداد الحَاضرين كلّ التوقّعات والتَصوّرات حتّى أن جزءً من المحبين تسلّقوا جدران الفضاءات التجارية ليُواكبوا هذه التَظاهرة الإحتفالية الضّخمة وهي عِبارة عن سباق شَعبي. وقد حَقّق هذا "المَاراطون" الإمتياز بالنّظر إلى الحضور الجَماهيري الكبير والنجاح التَنظيمي بفضل مجهودات الأمنيين ومسؤولي الترجي الرياضي الذي وقف في صفه أيضا الطقس ليُقيم هذا "الكَرنفالا" في أجواء "ربيعية". من كلّ الأعمار شَهدت "الجَرية الشعبية" التي أقامها الترجي أمس على ضِفاف البحيرة حُضورا قياسيا وقد لاحظنا تواجد الشيوخ والكهول والنّساء والأطفال وحرص جميعهم على المشاركة في هذا "المَاراطون" ولو عبر المشي لا الركض بحكم أن هذه التظاهرة تهدف إلى جمع العائلة الترجية وتأكيد الإنتماء للأزياء الذهبية لا من أجل الرّبح. وقد شكّل هذا "المَاراطون" فرصة جديدة لإثبات الشَعبية الجَارفة للترجي الذي تَعلّقت به قلوب "الصغار" و"الكبار" القادمين أمس إلى البحيرة فخرا بالولاء للجمعية لا من أجل السيارة وبقية "الهَدايا" التي وزّعها المُنظّمون على أكثر من 556 مُشاركا إعتمادا على عملية القُرعة. مشهد مُؤثّر المُشاركة في هذا "السّباق الشَعبي" لم تَقتصر على النّاس المُتمتّعين بنعمة السّير على الأقدام وإنّما شهد "المَاراطون" الأصفر والأحمر حُضورا رَمزيا لبعض "المكشخين" من ذوي الإحتياجات الخاصّة وقد كانت الصورة مُؤثرة وتقشعرّ لها الأبدان خاصّة في ظل الإصرار الذي أظهره أصحاب الكراسي المُتحرّكة في الإلتحام بالمُتسابقين وقطع نصيب معلوم من المَسلك المُقدّر بحوالي خمسة كيلومترات. بالرخيصة نجم النّجوم في حَركة ذكية، بَادرت لجنة التنظيم بتركيز عشرات الصّور التوثيقية على طول الشارع الذي إحتضن "الماراطون". وقد كانت الفرصة مناسبة لتسترجع الجماهير الترجية تاريخ شيخ الأندية منذ النشأة الأولى عام 1919 إلى حدود يومنا هذا. ومن المُلاحظ أن هذه الصُور أتت على جلّ المحطّات التي عاشها الفريق كما شَملت هذه اللّوحات التوثيقية غَالبية الرؤساء والنجوم الذين ساهموا في صِناعة الأمجاد والأفراح في "باب سويقة". وقد تضمّنت هذه المعلّقات صورا تذكارية لكلّ القادة بداية بمحمّد المالكي مرورا بالدكتور الشاذلي زويتن وُصولا إلى حسّان بلخوجة وسليم شيبوب وعزيز زهير وحمدي المدب... هذا فَضلا عن تواجد أشهر التشكيلات الترجية وأكبر النُجوم الكروية مثل طارق ذياب وتميم الحزامي وخالد بن يحيى ونبيل معلول وشكري الواعر والعيّادي الحمروني والزمبي "كينيث مَاليتولي" والرّاحل الهادي بالرخيصة الذي كان حَاضرا بقوّة في هذه اللّوحات التوثيقية وهو أمر مفهوم بحكم أن الفقيد ضحّى بروحه دفاعا عن "المَريول" الأصفر والأحمر. ولم يغفل مُهندسو هذه المعلّقات التوثيقية عن بقية الرياضات والإختصاصات التي عانق بفضها الترجي سماء الإبداع كما هو الحال بالنسبة إلى كرة اليد والكرة الطائرة والمُصارعة... وقد لاحظنا وجود العديد من الصّور التذكارية لأبطال وبطلات الجمعية أمثال خليفة بن ناصر (المُصارعة) ومنير جليلي وفوزي الصّبابطي والحبيب ياقوتة (كرة اليد) ومريم ميزوني وسندة الغربي (سباحة)... شمّام في دور المحب بالتوازي مع دوره القيادي في الفريق الأوّل لكرة القدم إرتدى خليل شمّام أمس ثوب المحب وقاد الإحتفالات الترجية على ضِفاف البحيرة وقد تولّى "كابتن" "المكشخين" مَهمّة الغناء بالمُشاركة مع الأحباء المُحتفين أيضا برئيس الفرع رياض بالنور الذي كان في صفوف الأمامية للمُشاركين في "المَاراطون".