سئل النجم السينمائي الشهير داستن هوفمان ذات يوم ، عن اسباب عدم ظهوره بكثافة في البرامج التلفزيونية ، فقال من يريد ان يراني فأنا موجود في السينما ، و اذا كان لدي شيء لم اقله في السينما ، فربما اذهب الى التلفزيون . و كان النجم الامريكي لا يظهر في البرامج التلفزيونية الا عند صدور افلامه في القاعات و كان لا يستحسن المنشطين لسذاجتهم على حد تعبيره . تذكرت موقف داستن هوفمان من البرامج التلفزيونية و انا اتابع علياء بلعيد في الحصة الاخيرة من برنامج « فكرة سامي الفهري « على قناة الحوار التونسي ، فما الدافع لاستضافة هذه الفنانة في برنامج تلفزي ؟ ليس غريبا ان تتحدث علياء بلعيد عن علاقتها بالمنشط عبدالرزاق الشابي ، و عن قصة الحب التي جمعتهما لأكثر من عامين و انفصالهما بالتراضي ، فلو كان للفنانة مشروع فني او عمل او نشاط جديد لما عادت الى ارشيف حياتها الخاصة تنبش فيها بحثا عن الإثارة ربما ، او حنينا الى الماضي ، وهي في الحقيقة أمور لا تهم المشاهد العاقل بقدر ما تهم المنشط المريض بالإثارة و البوز و المسائل الرخيصة ، لان اقبال المشاهدين على مثل هذه الحكايا السخيفة هي من صنع المنشط الذي ما فتئ يفرضها عليهم عنوة الى حين الإدمان عليها و تحولهم الى مشاهدين مرضى . قد يكون الفنان ساذجا او بسيطا و لكن دور المنشط ان يقوده و يوجهه ، لا ان يوقع به و يسخر منه و يضحك عليه المشاهدين . الواضح ان القنوات التلفزيونية شأنها شأن العديد من الفنانين اصبحت تعاني من ركود و فراغ كبيرين نتيجة انعدام الإبداع و غياب المشروع الثقافي الواضح .