لو بَحثنا عن عنوان للحصّة الأخيرة من برنامج «الأحد الرياضي» فإنّنا سنؤكد للوهلة الأولى إنّها «سَهرة النَوادر» فقد أطلّ علينا في ذات اللّيلة المدرب الظاهرة نادر داود ورئيس الحكومة فَضلا عن «جِنرال» التحكيم عواز الطرابلسي الذي صدق فيه قول الزميل مراد الزغيدي عندما أشار على الهواء بأن قائد الإدارة الوطنية للتحكيم يعيش في «عُزلة» تامّة عن الواقع الصّعب للصّافرة التونسية. ولاشك في أن الكَثيرين فَركوا أعينهم وقَرصوا أيديهم ليُدركوا أن عودة داود إلى «بلاتو» «الأحد الرياضي» حقيقة وليست وَهْما. ويَكمن عنصر «المُفاجأة» في طول غَيبته وحجم الجدل الذي أثاره عشية المونديال الروسي حتى أن صديقه الدائم نبيل معلول قال على الملأ إنه غير قادر على العَيش في المنتخب دون مُستشاره الخاصّ نادر داود الذي كان «عَينه وأذنه» في الفريق الوطني وفي كلّ مَحطّاته التدريبية آخرها التجربة القطرية المُنتهية ب»تَرحيل» معلول ومعه طبعا داود العائد إلى بيع الكلام وضبط الأرقام إلى أن يدعوه «سيّده» إلى رِزق جديد. الإطلالة التلفزية للمدرب الظّاهرة نادر داود تَزامنت مع «قَطع» الحصّة لتمرير كلمة يوسف الشاهد قبل أن تَكتمل «سهرة النَوادر» بالكثير من الضّحك الذي صَنعه رئيس إدارة التحكيم عواز الطرابلسي. فقد أكد الرّجل أن القِطاع «لابَاس» وكأنّ «قضية الفَساد» التي رفعها النجم و»ثورات» الغضب المُشتعل في صفاقسوتطاوين وقابس والمنستير والشابة «مُفبركة» على طريقة القنوات «الحَقيرة» التي ألهبت المنطقة العربية بإسم الحرية الموعودة والديمقراطية المنشودة. وقد بان بالكاشف أن عواز يَعيش فِعلا في «بُرج» معزول عن الخراب الكبير في الساحة التحكيمية. والأدهى والأمر أن الطرابلسي أتحفنا خلال ظهوره التلفزي بجملة من التخريجات الطريفة والنظريات العجيبة من قبيل مُطالبة يسري بوعلي ب»النَجدة» لحظة الإعلان عن ضربة الجزاء الخَيالية للترجي في لقاء تطاوين فضلا عن إفتقار بعض الحكّام إلى «حاسّة شمّ» قوية للتّحري في ضَربات الجَزاء. حصل هذا وسط سخرية وتهكّم المُتفرّجين واستغراب أصحاب البرنامج الذين أخطؤوا العُنوان بما أن القاصي والداني يعرف أن عواز يقوم بمَهام إدارية ولا ناقة له ولا جمل في التعيينات وهي من مشمولات هشام قيراط في الظاهر وبيد رئيس الجامعة وعدد من «اللّوبيات» في أرض الوَاقع. هذا لمن يريد الجَهر بالحقيقة المُرّة لا بتناول الملف على «إستحياء» كما فَعل رازي وجَماعته.