تابعت ظهر الأحد القناة الوطنية الأولى. وهالني حجم الإعادات. فقد أعادت التلفزة مسلسل شرع الحب والشريط التلفزي «اللي عيونك في السماء» في نفس اليوم. كما أعادت سلسلة إصدارات أكثر من مرة علما أنها تبث أيضا مسلسل الواثق بالله الحفصي ! لا أعتقد أن التلفزة الوطنية عاشت في تاريخها ما تعيشه هذه الأيام فظهر الأحد من المفروض أن تكون فيه منوعات كما كانت في الثمانينيات والتسعينيات أو برامج تربوية للتلاميذ أو برامج للأطفال. لكن إدارة التلفزة اختارت الحل السهل ب»تجمير البايت» كما يقال وهو تقليد كانت التلفزة الوطنية تعتمده في الصيف فقط. لكن اليوم أصبح على مدى العام وكأن التلفزة لا ميزانية لها وغير قادرة على انتاج أي برنامج لا ثقافي ولا تربوي ولا حتى برنامج للأطفال! هذه الإعادات تكشف غياب الرؤية والحماس لدى إدارة التلفزة لتكون طرفا في المنافسة مع القنوات الخاصة من خلال برامج جادة وكأنها غير معنية بنِسَب المشاهدة التي تترتب عنها مداخيل الإشهار وإنعاش الميزانية لتتمكن من الإنتاج. فأن تكون التلفزة مؤسسة عمومية لا يعني هذا أنها لا تفكر في النجاعة المالية التي تمكنها من تحسين جودة برامجها وبالتالي إقناع المستشهرين بنِسَب المشاهدة المحترمة حتى لا نقول الأولى! فالقناة الأولى تملك الامكانيات البشرية والتقنية مما يؤهلها للمنافسة والفوز في السباق أيضا ولكن عندما يغيب الحماس والرؤية والتخطيط والبرامج المستقبلية تتحول الى مجرد جهاز لبث أعمال قديمة!