عُرف بالشيخ الإمام البحر، وسُمي الإمام الجليل والعالم الفقيه والمربيّ والفيلسوف، وصاحب التصانيف والذكاء المفرط بحجة الإسلام وذلك لشدّة تمكنه من العقيدة الإسلامية ودفاعه القوي عنها. اسمه أبو حامد محمد بن أحمد الطوسي الغزالي أحد اشهر علماء المسلمين في القرن الحادي عشر، ترك اكثر من 200 مؤلف في الفقه وأصول الفقه، والعقيدة الإسلامية، والتصوف، والفلسفة، والرد على المخالفين… ولد الغزالي في خراسان بشمال إيران سنة 1058 كان محباً للعلم والفقهاء والمتصوفين تتلمذ على يد احمد بن محمد الرازكاني وأبي نصر الإسماعيلي. انتقل إلى عاصمة الدولة السلجوقية (نيسابور) حيث درس علم الكلام وعلوم أصول الفقه على يد الإمام أبي المعالي الجويني وبقي ملازماً له. اجتهد أبو حامد الغزالي وجدّ ببراعة في المذهب والخلاف والأصول والجدل، وحاز على إعجاب كبير لذكائه وتعمقه بالمعاني الدقيقة ومعلوماته الواسعة، وقال الحويني واصفاً له (الغزالي بحر مغدق)، وذلك لتفوقه على زملائه، وأصبح معيداً وينوب عن إستاذه. راه أبو المعالي بعد تأليف كتابه (المنخول) وخاطبه قائلاً (دفنتني وأنا حيٌ، فهلا صبرت الآن، كتابك غطى على كتابي). اشتهر الغزالي بسعة معرفته وغزارة علمه وقدرته العجيبة في التأليف والكتابة المتواصلة، وتقدر مجموع مؤلفاته ما بين كتاب أو رسالة ب(457) مصنفاً بالرغم من فقدان معظمها لا يزال الكثير منها مخطوطاً ومحفوظاً، ومن أهمها المنخول في أصول الفقه والتعليقة في فروع المذهب والبسيط في فروع المذهب وإحياء علوم الدين والمستصفى في علم الأصول والمنقذ من الضلال ومنهاج العابدين في الزهد والأخلاق والعبادات وإلجام العوام عن علم الكلام. توفي الغزالي سنة 1111 تاركا وراءه إرثاً من العلوم المختلفة في الموسوعة الفقهية والريادة الفلسفية والنزعة الصوفية الروحية. من أقوال الغزالي «إذا رأيت الفقيه بضاعته فقط الفقه يخوض في التكفير والتضليل فأعرض عنه، ولا تشغل به قلبك ولسانك».