ذكرت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن الهجوم على سامرّاء ليس سوى فاتحة لحملات عسكرية واسعة لافتكاك السيطرة على المدن العراقية من قبضة المقاومة بزعم التمهيد للانتخابات المقررة في جانفي المقبل، بينما كشفت مصادر عراقية أن هناك خلافات عميقة بين الرئيس العراقي المعين غازي الياور ورئيس وزرائه إياد علاوي بشأن معالجة الوضع الأمني في المدن التي تسيطر عليها المقاومة. وبدأت قوات الاحتلال الأمريكي منذ أيام الحملة التي لوّح بها قادتها لاسترداد المدن المقاومة وشنّت هجوما كبيرا على سامرّاء أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 90 عراقيا وإصابة نحو 200 بجروح. عمليات واسعة وقالت مصادر في البنتاغون ان سامرّاء لن تكون سوى بداية لعمليات واسعة ستستهدف المعاقل الكبرى للمقاومة بحلول نهاية العام الجاري. ورغم تلميحات بعض المصادر العسكرية في وقت سابق بأن الهجمات العسكرية ستبدأ خلال شهر فإن مصادر أخرى أشارت الى أن سامرّاء أتاحت الفرصة أمام عملية حاسمة وسريعة وتحقيق نصر مبكر. ويأمل البنتاغون في أن يرفع ما أسماه بالنصر السريع الذي تحقق في سامرّاء من معنويات القوات العراقية وبناء الثقة في الاستراتيجية العامة المرسومة لاستعادة العديد من المعاقل القوية للمقاومين العراقيين وإخضاعها لسيطرة الحكومة المعينة قبل نهاية العام الجاري. وتدعو استراتيجية البنتاغون الجديدة الى التروي حتى اكتمال تدريب وتسليح القوات العراقية قبيل مواجهة عناصر المقاومة في معاقلها القوية التي تعدّ مدينة الفلوجة أهمها، ومن المتوقع أن تكون الفلوجة في آخر القائمة العسكرية. وقد تمّ حشد أكثر من 50 دبابة عند الأطراف الجنوبية لمدينة الفلوجة وحلقت مروحيات فوق المدينة بينما كان جنود أمريكيون يدعون بمكبرات الصوت الى خروج المقاومين. خلافات وفيما بدت سلطات الاحتلال الامريكي في سباق ضد الساعة لاستعادة السيطرة على معاقل المقاومة قبل نهاية هذا العام بزعم تأمين الانتخابات ذكرت مصادر عراقية أن هناك خلافات عميقة بين الرئيس العراقي المعين غازي الياور ورئيس الحكومة المنصّبة إياد علاوي بشأن طريقة معالجة الوضع الأمني في المدن التي تسيطر عليها المقاومة. وأشارت المصادر الى أن الياور يرفض بشدة الطريقة التي تنتهجها الحكومة خاصة في الفلوجة وبعض المناطق المحيطة ببغداد. ويرى الياور أن هناك فرصة لحل الأزمات في تلك المناطق سلميا خاصة أن لقاءات عدة مع ممثلي تلك المدن أكدت إمكانية التوصل الى حلّ سلمي ووضع حد للأعمال العسكرية. ويشعر الياور بالامتعاض من القصف الأمريكي المتكرر للفلوجة خاصة بعد أن وعد أهالي المدينة بعدم تكرار الغارات الجوية عليها في آخر لقاء له مع ممثليها. وأوضحت المصادر أن أولوية رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي هي اختراق المقاومة العراقية من خلال استدعاء ضباط سابقين في أجهزة المخابرات في النظام السابق وإغرائهم بالمال إضافة الى عناصر جديدة من حزب الوفاق التابع له. وقد أعلن علاوي أمس الأول في لندن أن شهر أكتوبر سيشهد عملية عسكرية وسياسية واسعة لضرب ما أسماه ببؤر العنف والاختطاف والارهاب في العراق، وقال «بالتفاوض أو بالحرب سنعمّم تجربة النجف على بقية المدن».