مخيّم جباليا رام اللّه (وكالات): تواصلت أمس حرب الابادة الصهيونية في شمال قطاع غزة حيث ارتفع أمس عدد الشهداء الذين قضوا حتفهم في الاجتياح الصهيوني الذي بدأ مساء الثلاثاء الماضي إلى 57 شهيدا على الأقل. وبينما أعلنت السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ بالتوازي مع اضراب شامل في الأراضي المحتلة، لوّحت أمس حركة «حماس» بضرب مدينة عسقلان الساحلية بالصواريخ في وقت أقامت فيه قوات الاحتلال بشمال قطاع غزة منطقة حدودية شبيهة بالشريط الحدودي السابق في جنوب لبنان. ومنذ الليلة قبل الماضية استشهد ما لا يقل عن 8 فلسطينيين آخرين وجرح آخرون في شمال القطاع وكذلك في جنوبه. حرب الابادة مستمرة وكان فلسطينيان قد استشهدا الليلة قبل الماضية وجرح 4 آخرون في قصف جوي اسرائيلي لمخيم جباليا الذي دفع النصيب الأكبر من الشهداء منذ مساء الثلاثاء الماضي. واستشهد لاحقا أحد الجرحى الأربعة متأثرا بجروحه الخطيرة. وعاودت قوات الاحتلال مساء أمس قصف المخيم مما أسفر عن استشهاد فلسطيني على الأقل واصابة 4 آخرين بجروح خطيرة وفق ما أكدته مصادر طبية وأمنية فلسطينية. واستشهد صباح أمس 4 مقاتلين من كتائب عزالدين القسام وكتائب شهداء الأقصى خلال اشتباك مع قوات الاحتلال بعدما نجحوا في التسلل عبر السياج الفاصل باتجاه مستوطنة صهيونية وراء الخط الأخضر. وتبنت كتائب القسام وكتائب الأقصى المحاولة الفدائية التي جاءت في سياق سعي فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تكبيد المستوطنين والعسكريين الصهاينة أفدح الخسائر الممكنة. وفي جنوب قطاع غزة استشهد أمس قرب رفح فلسطيني في السادسة والستين اثر اصابته برصاص جنود الاحتلال بينما كان في منزله. وفي وقت لاحق مساء أمس قصفت مروحية اسرائيلية سيارة فلسطينية كانت تسير في شارع صلاح الدين بغزة مما أدى إلى استشهاد مقاومين اثنين من حركة «حماس» واصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة. وبينما تتواصل حرب الإبادة على الفلسطينيين في مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. اقدم الصهاينة على اقامة منطقة عازلة في شمال قطاع غزة بعمق يتراوح بين 6 و9 كيلومترات بدعوى تحييد حظر الصواريخ التي تطلقها المقاومة على المستوطنات والمدن اليهودية في جنوبفلسطينالمحتلة كما في قطاع غزة. ولا تختلف هذه المنطقة كثيرا عن الشريط الحدودي الذي اقامته قوات الاحتلال في جنوب لبنان إلى ان طردتها المقاومة اللبنانية في ربيع عام 2000 . إلى عسقلان والظاهر ان العدوان الصهيوني لن يفضي إلى وضع حد لتساقط صواريخ المقاومة على المستوطنات باعتبار ان فصائل المقاومة مصممة على تطوير قدراتها في هذا المجال لاحداث نوع من التوازن في الردع. ولوّحت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» بضرب مدينة «عسقلان» الساحلية جنوبيفلسطينالمحتلة بصواريخ مطورة من نوع «القسام». وفي مؤتمر صحفي بمخيم جباليا أكد مقاومون من كتائب عزالدين القسام ان اطلاق صواريخ «القسام» سيستمر وان الصواريخ ستصل إلى أهدافها. ودعت كتائب القسام سكان عسقلان إلى الرحيل لأن صواريخها ستصل إليهم. وفي مقابل هذا التلويح من جانب كتائب القسام بتوسيع نطاق استهداف المستوطنات وصولا إلى عسقلان، أبدى اسماعيل هنية القيادي البارز في «حماس» استعداد الحركة للكف عن اطلاق الصواريخ إذا انهت القوات الصهيونية عدوانها واجتياحها لشمال القطاع. اضراب عام وطوارئ وفي قطاع غزة كما في الضفة الغربية ساد أمس الاضراب الشامل احتجاجا على العدوان وحدادا على ضحايا المجازر الصهيونية المروعة ضد المدنيين. وتقلصت الحركة التجارية في الأراضي المحتلة إلى حدّ كبير كما شلت حركة المواصلات في بعض المدن مثل رام اللّه. وفي ظل هذا الاضراب نظم الفلسطينيون مظاهرات طالبوا خلالها بالرد على الجرائم الاسرائيلية فيما شهدت بعض المدن والمخيمات في الضفة مواجهات بين رماة الحجارة وجنود الاحتلال. من جهتها أعلنت الحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ في كل الأراضي الفلسطينية لغرض تسخير كل الأجهزة والمؤسسات الحكومية لمساعدة الفلسطينيين المنكوبين في شمال قطاع غزة. كما أرجأ رئيس الوزراء أحمد قريع زيارة مقررة إلى روسيا وتركيا لأجل حضور الاجتماع الطارئ الذي عقدته القيادة الفلسطينية لبحث الوضع في الأراضي المحتلة.